كشفت مصادر سياسية مُطلعة في "الإطار التنسيقي" الشيعي عن بوادر على "توافق" بين الأخير، والتيار الصدري، بزعامة مقتدى الصدر، على شخص رئيس الوزراء الجديد، تزامن مع زيارة قائد فيلق القدس، في الحرس الثوري الإيراني، إسماعيل قاآني، مدينة النجف والعاصمة الاتحادية بغداد، بُغيّة التدخل في لملمة أوراق البيت الشيعي.

وفي وقتٍ سابقٍ من أمس، وصل رئيس تحالف "الفتح" هادي العامري، إلى محافظة أربيل، عاصمة إقليم كردستان العراق، ليلتقي رئيس الإقليم، نجيرفان بارزاني، وزعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني، مسعود بارزاني.

وكشف عضو تحالف "الفتح" مختار الموسوي، عن حصول رئيس التحالف هادي العامري على الضوء الأخضر من "الإطار التنسيقي" و"التيار الصدري" بشان إنفراج الأزمة، مبينا أن العامري سيطرح إنهاء الأزمة والشروع بالحل خلال زيارته أربيل.

ونقلت مواقع إخبارية مقرّبة من "الإطار" عن الموسوي قوله، إن "رئيس تحالف الفتح هادي العامري لم يغادر بغداد باتجاه أربيل دون حصوله على الضواء الأخضر من الإطار التنسيقي والتيار الصدري".

وأضاف أن "الخلاف الشيعي انتهى بعد اجتماع الحنانة (مقرّ إقامة الصدر في النجف) وبغداد، وسيتم طرح ما توصلت إليه القوى الشيعية خلال زيارته أربيل للشروع في تشكيل الحكومة".

وأشار إلى أن "اختيار رئيس الوزراء المقبل سيكون توافقيا بين الإطار والتيار، وستكون شخصية مقبولة لدى الأطراف السياسية الأخرى، وأن يتعهد بتحسن الوضع السياسي والأمني الاقتصادي".

وسبق للعامري أن التقى، الصدر، في محافظة النجف، من دون أن يُفصح عما دار في الاجتماع.

واكد "الإطار التنسيقي" استمراره في الحوار مع القوى السياسية للوصول إلى حل يخرج البلد من "المنعطف الخطير". وقال "الإطار" في بيان صحافي، "نؤكد على وحدة توجهاتنا في تحقيق مصالح المواطنين وحماية الوحدة الوطنية، واستمرارنا في الحوار مع القوى السياسية للوصول إلى حل يخرج البلد من المنعطف الخطير الذي يمر فيه".

وأضاف أن "في هذا السياق، ناقش الإطار لقاء العامري بالصدر ومخرجاته الإيجابية، وحث على تكثيف اللقاءات والحوارات مع القوى السياسية الأخرى الشريكة في الوطن".

في السياق ذاته، عقدت كتلة "دولة القانون" النيابية، اجتماعاً مع رئاسة نوري المالكي، لبحث ملفات سياسية وأمنية، والأحداث التي رافقت الجلسة الأولى لمجلس النواب في دورته الخامسة.

وشدد المالكي، خلال الاجتماع، حسب بيان لمكتبه، على "أهمية التعاون والعمل مع القوى الوطنية جميعاً داخل مجلس النواب وتجاوز كل الخلافات، والابتعاد عن الأجواء المشحونة والتوترات"، مجدِّدا موقف ائتلاف "دولة القانون" "الرافض للاعتداءات التي حصلت مؤخرا ضد مقار أحزاب سياسية وبعثات دبلوماسية"، عادًّا هذه "الاعتداءات الإجرامية لا تريد الاستقرار للعراق".

وأشار إلى أن "قوى الإطار التنسيقي، موحدة ومتواصلة في حواراتها مع الحركات والقوى السياسية البقية، بهدف تعزيز أواصر الثقة بين الشركاء السياسيين، من أجل توحيد الجهود في إنجاز الأهداف الوطنية المشتركة، وتشكيل حكومة توافقية قادرة على تلبية طموح الشعب العراقي".

هذه المؤشرات الإيجابية تأتي تزامناً مع زيارة "غير معلنة" لقائد فيلق القدس، في الحرس الثوري الإيراني، إسماعيل قاآني، إلى مدينة النجف والعاصمة الاتحادية بغداد.

وتناقلت مواقع إخبارية محلّية مقطعاً مصوراً للمسؤول العسكري الإيراني وهو يزور مرقد الإمام علي (عليه السلام) ومرقد رجل الدين الشيعي الراحل، محمد صادق الصدر، ونائب رئيس هيئة الحشد أبو مهدي المهندس.

وطبقاً للمصادر، فإن قاآني، عقد اجتماعاً في بغداد مع قادة "الإطار التنسيقي" بهدف توحيد مواقف البيت الشيعي وبحث تشكيل تحالف يضم كل الأطراف السياسية الشيعية، وكذلك ملف تشكيل الحكومة الجديدة.

وحددت المحكمة الاتحادية العليا، الأربعاء المقبل 19 كانون الثاني الجاري، موعداً للنظر في الدعوتين الخاصتين بعدم دستورية جلسة مجلس النواب الاولى التي عقدت في التاسع من شهر كانون الثاني الجاري، وأفضت إلى اختيار رئيس جديد للبرلمان محمد الحلبوسي، ونائباً أولاً له حاكم الزاملي، ونائباً ثانياً شاخوان عبد الله.