ذكرت صحيفة "الجمهوريّة"، أنّ "مطّلعين على موقف رئيس الحكومة ​نجيب ميقاتي​، نقلوا عنه تأكيده أنّه مصمّم أكثر من أيّ وقت مضى على الاستمرار في سياسة تدوير الزوايا، من أجل تقطيع هذه المرحلة الصعبة، وأنّه لن يستسلم لليأس ولن يُستدرج إلى أيّ تشنّج أو صدام مع أحد، ما دام أنّه لا يجد أنّ هناك تهديدًا أو تعرّضًا للثّوابت الّتي يتمسّك بها، وبالتّالي فإنّ كلّ مسألة أو إشكاليّة لا تتعلّق بتلك الثّوابت سيعمد إلى تجاهلها و"التّطنيش" عنها، حتى لا يدفع ثمنها المواطن الّذي سئم من المناكفات والمهاترات العبثيّة".

وتوقّف ميقاتي عند قرار الثّنائي حركة "أمل" و"حزب الله" بإنهاء المقاطعة لمجلس الوزراء، قائلًا، بحسب "الجمهوريّة، إنّ "هذا قرار أقدّره، ولا يعنيني ما هي خلفيّاته وحيثيّات توقيته. ما يهمني هو أنّ "الثّنائي" اتّخذ موقفًا إيجابيًّا، وأنّ الحكومة ستعود إلى الاجتماع قريبًا، ومِن المفترض أن تنتهي وزارة المال من تحضير مشروع ​الموازنة​ خلال أيّام قليلة بعدما أنجزت حتّى الآن معظم بنوده، وعندما تحيله إلى رئاسة الحكومة سأدعو إلى جلسة لمجلس الوزراء بغية درسه ومناقشته؛ وأنا أتوقّع انعقاد هذه الجلسة خلال الأسبوع المقبل".

وركّز على أنّ "عودة مجلس الوزراء إلى الالتئام، هي حيويّة من أجل انتظام العمل الحكومي والنّبض المؤسّساتي وتسيير شؤون الدّولة، والأمر لا يرتبط فقط بمتطلّبات ​صندوق النقد الدولي​ وضرورات التّفاوض معه"، مشيرًا إلى أنّ "الاتّجاه العام للوضع في ​لبنان​ يوحي بالإيجابيّة في هذه الفترة، ونحن نحرز تقدّمًا في المحادثات التمهيديّة بيننا وبين صندوق النّقد، والأمور معه تسير إلى الأمام".

ولا ينكر ميقاتي، تبعًا للمحيطين به، أنّه عندما يحصل اتفاق رسمي مع الصّندوق، ستكون هناك إجراءات صعبة، "ولكنّها ضروريّة للإنقاذ، وهي ستوصلنا في نهاية المطاف إلى الخروج المتدرّج من النّفق الّذي حوصرنا في داخله".

وأشاد بالإصرار المتواصل من الرّئيس الفرنسي ​إيمانويل ماكرون​، على وضع الحلول على السّكة، مبيّنًا أنّ "محبّة ماكرون للبنان واندفاعه لمساعدته، لا يماثلهما سوى محبّة الرّئيس المصري ​عبد الفتاح السيسي​ واندفاعه لدعم بلدنا"، لافتًا إلى "أنّه لمس هذا الأمر بوضوح خلال لقاءاته به، وهو للأمانة لم يوفّر جهدًا سياسيًّا ولا اتّصالًا دوليًّا لدعم لبنان ومنعه من السّقوط، وصولًا إلى إزالة العقبات الّتي تعترض بعض المسائل الإجرائيّة".

وإذ أبدى ميقاتي ارتياحه إلى تراجع سعر الدولار، شدّد على أنّ "هناك حاجة إلى خطتّين قصيرة وطويلة الأمد، لتحصين ​الليرة اللبنانية​ والنّهوض بالاقتصاد مجدّدًا، وهذا ما نحاول أن نعمل عليه". ويوضح، تبعًا للمطّلعين، "أنّه يضع نصب عينيه السّعي إلى إزالة كلّ أسباب التحسّس السّعودي والخليجي حيال لبنان"، كاشفًا "أنّه يتابع شخصيًّا، ليلًا نهارًا، ملف منع تصدير سموم الكبتاغون والمخدرات إلى ​السعودية​ ودول الخليج، وأنّه سيفعل ما بوسعه لتحسين العلاقات مع أشقّائنا العرب".

وبموضوع ​الانتخابات النيابية​، أكّد "الحرص على إجرائها في موعدها"، مركّزًا على أنّ "حضور رئيس الحكومة السّابق ​سعد الحريري​ في هذا الاستحقاق هو ضروري، سواء عبر شخصه أو من خلال تيّاره". كذلك اعتبر أنّ "وجود الحريري في لبنان أكثر من مهمّ وملحّ في هذه المرحلة".

كما أفاد ميقاتي، وفق القريبين منه، بأنّ "علاقته جيّدة مع رئيس الجمهوريّة ميشال عون، ورئيس مجلس النوّاب نبيه بري".