عاد ملف النفايات الى الواجهة مجددا مع قرب امتلاء مطمر الجديدة خلال مدة شهرين تقريبًا، وفيما فاقم انفجار مرفأ بيروت في 4 آب 2020 الأزمة مع تدميره معملي فرز رئيسيين في الكرنتينا وبرج حمود، عجزت الحكومات المتعاقبة عن ايجاد حل مستدام لهذا الملف كما سائر الملفات، فهل سنكون أمام مشهد مماثل للذي شهده لبنان في العام 2015؟

"النشرة" تواصلت مع وزير البيئة ناصر ياسين، الذي أكد أنه "سيُعقد اليوم اجتماع للجنة الخاصة بمعالجة موضوع النفايات"، مشدّدًا على وجوب العمل على تفادي الوقوع في ازمة نفايات جديدة، مذكّرًا بأنه "منذ اليوم الاول لتولي منصبي وانا اتحدث في ملفات النفايات، وخصوصا في منطقتي المتن وساحل المتن، ويجب أن نصل الى ادارة افضل لهذا الملف ولكن للأسف أمام التأزم السياسي في البلد تتأخر كل الملفات".

ولفت ياسين الى "اننا في وزارة البيئة نعمل على تنفيذ الاستراتيجية الوطنية لادارة النفايات الصلبة، وتطبيق القانون 80\2018"، مشيرا الى أن "ملف النفايات يدار بين مجلس الانماء والاعمار والبلديات الكبرى وبين وزارة التنمية الادارية التي تدير المنشآت الواقعة خارج بيروت وجبل لبنان".

وبيّن ياسين أن "أحد الحلول السريعة المقترحة هي تطوير وإصلاح المعامل التي تضررت في انفجار مرفأ بيروت في الكرنتينا وبرج حمود، وهذه المعامل التي تعتمد على الفرز والتسبيخ تخفف من الكميات التي تصل الى المطمر"، كاشفا أن "هناك عملا مع احدى الجهات المانحة لتطوير هذه المعامل ولكن الامور تحتاج الى بعض الوقت".

وأوضح ياسين أنه "هذا القطاع يتعثر ونحن بحاجة حاليا الى حلول سريعة ومرحيلة، وخلال الاجتماع اليوم سيتم النقاش في كافة الحلول المطروحة، ومنها مسألة توسيع المطمر، والتوجه الاساسي بالنسبة لنا هو الوصول الى ادارة مستدامة لملف النفايات وفق المعايير التي تضعها وزارة البيئة، وهناك تواصل مع المانحين للتعاون في هذا المجال".

من جهة اخرى، أكد النائب عن دائرة المتن ادي معلوف، في حديث لـ"النشرة" أن زيارته لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي أمس كانت بهدف دق ناقوس الخطر، وهي استباق للأزمة التي ستقع بعد حوالي شهرين عند امتلاء المطمر في حال لم نصل الى حلول سريعة واستباقية".

وذكّر معلوف بأن "هناك خطة موجودة وضعها وزير البيئة الأسبق فادي جريصاتي وأعتقد ان الوزير ياسين ليس بعيدا عنها، وهي مبنية على اللامركزية في ادارة النفايات"، مشيرًا الى أن "آلات التفكك الحراري هي ايضا من الحلول المطروحة، وهذه الآلات من الجيل الجديد متطورة ومتسخدمة في عدد كبير من الدول الاوروبية"، مشيرا الى أن "كافة الحلول التي نتحدث عنها تصطدم بمشكلة التمويل".

ولفت معلوف الى "اننا على سباق مع الوقت في موضوع مطمر الجديدة، ولذا رفعنا الصوت مبكرًا، وننتظر اجتماع اللجنة الوزارية ومجلس الانماء والاعمار اليوم لنرى ما هي الامكانيات المتاحة وما الحلول التي سيخرجون بها وعندها نبني على الشيء مقتضاه"، مبديًا أسفه لأن كل الحلول المستدامة لم تكن أولولية بالنسبة للبعض في لبنان، وخطة الوزير جريصاتي كخطة وزارة الطاقة تؤمن حل مستدام لملف النفايات ولكن للأسف القرار السياسي للمعالجة غير موجود.

حسن حيدر