دافع حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، عن نفسه ضد اتهامات الفساد والاحتيال في مقابلة حصرية باللغة الإنجليزية مع برنامج الأجندة على شبكة CGTN الصينية، وعندما سئل عن سبب تسليمه تفاصيل حسابه المصرفي إلى محقق الشكاوى، أوضح سلامة أن المزاعم تستند إلى "تقارير كاذبة" ، لكنه أضاف أنه سعيد بالامتثال - بل ودعا الآخرين إلى الخضوع لنفس العملية، فـ "كنت أشاهد هجومًا إعلاميًا تقول بأنني مشتبه فيّ باختلاس أو غسل أموال وغير ذلك، ووجدت أنها لم تكن مبنية على أدلة، لكنها استندت إلى تقارير كاذبة".

وأوضح سلامة أنه يجب على الموظفين العموميين شرح أوضاعهم المالية عند وضعهم موضع الشك، مبديا اعتقاده أن "كل شخص مسؤول يجب أن يفعل نفس الشيء الذي قمت به وأن يتعاقد مع مدقق حسابات، واعتقدت أنه من واجبي التواصل مع الجميع، ووسائل الإعلام والرأي العام، وأن يكون لدي رأي خارجي في مالياتي الشخصية".

وكشف أنه تم التدقيق بالاستثمارات التي تتم بأموال من حسابه الشخصي داخل البنك المركزي والتي قال إنها قانونية، موضحا أن تقرير التدقيق الذي قدم إليه مدفوعاته وتاريخه الاستثماري برأه من هذه التهم، وأضاف: "تم تحديد مصدر الأموال أيضًا من خلال تقرير المراجعة هذا على أنها من أموالي الشخصية، وعلى أولئك الذين يريدون خلق شكوك تجاهي ونزاهتي لأي سبب من الأسباب، تقديم أدلة حقيقية وليس فقط مادة وصفية".

وشرح سلامة نشأة الأزمة الاقتصادية الحالية التي تؤثر على لبنان وأوضح أن عدة "أحداث سلبية حصلت على الساحة اللبنانية، وهذه الأزمة لها جذورها في الوضع الخاص في بلدنا. وهذا الوضع تراكم منذ اندلاع الحرب السورية عام 2011 وتبعه عام 2017 برؤية العجز المزدوج في البلاد، ففي عام 2019 ، شهدنا سلسلة من الأحداث السلبية. بدأت بإدراج أحد البنوك في قائمة عقوبات الولايات المتحدة لمكتب مراقبة الأصول الأجنبية، ثم تلاها ثورة في شوارع لبنان أدت إلى إغلاق البنوك وأثار الاقتصاد النقدي في البلاد، تبعتها الحكومة في آذار 2020 بإعلان التخلف عن سداد مدفوعات سندات اليورو. كان لـ COVID-19 دوره أيضًا، ثم حدث انفجار في الميناء في آب وشغور في الحكومة لمدة 13 شهرًا، بينما كنا بحاجة ان يكون لدينا حكومة من اجل اخراج البلاد من الازمة".

وأعرب سلامة عن أمله واعتقاده بأن لبنان سيتعافى، وأضاف: "إذا ذهبنا أكثر إلى الماضي، فقد دمرت بيروت عدة مرات، وكان هناك هجرة كبيرة. ومع ذلك، عاد لبنان في كل مرة. أنا متفائل بطبيعتي وأحب بلدي، واللبنانيون سيعيدون بناء لبنان واقتصاده".

ولدى سؤاله عن سبب تسليمه مراجعة حساباته الشخصية إلى رئيس الوزراء، قال سلامة إن الاتهامات الموجهة إليه بغسل الأموال "لا تستند إلى أدلة" وإنما على "تقارير كاذبة"، وأضاف أنه شعر أنه من "واجبه" التأكد من أن موارده المالية الشخصية تخضع لـ "رأي خارجي".

وفي حديثه عن انفجار مرفأ بيروت، أوضح أن "مأساة تفجير المرفأ طالت كل لبناني، وكلنا حريصون على معرفة الحقيقة ومعرفة المسؤول عن هذا الحادث المأساوي ، والتحقيق بالقضية لا يسير بسلاسة بسبب التدخل السياسي لكني اعتقد ان اللبنانيين لن يستسلموا".

وحول ما إذا كان الاقتصاد اللبناني قد وصل إلى نقطة اللاعودة ، أكد سلامة أن انتعاشه يعتمد على سياساته، فبمجرد أن تتوفر البيئة السياسية المناسبة، سوف ينتعش لبنان، حيث زادت قيمة الدولار ألف مرة، وخلال فترة معينة من تلك الحرب دمرت بيروت ولم يكن للبلد اقتصاد، وإجمالي الودائع في البلاد كانت بلا معنى، ولا حتى 9 مليارات دولار، ومع ذلك ، بمجرد أن اكتسبت الثقة واكتسبت بعض الاستقرار السياسي، انتعشت البلاد، وزاد الناتج المحلي الإجمالي من 9 مليارات دولار إلى 55 مليار دولار، واستقرت العملة واستعادت بيروت مكانتها كمركز للبنوك وحتى للاقتصاد الرقمي، وأنا متفائل بالمستقبل وأحب بلدي. آمل أن يعيد اللبنانيون بناء لبنان واقتصاده".

ترجمة "النشرة".