رأى ​السيد علي فضل الله​، أنّ "الكيان الصهيوني هو المستفيد الأكبر من كل ما يجري من خلافات وتناقضات وتجاذبات على الساحة العربية والإسلامية، وهو في الوقت الذي يقدم نفسه كمتضامن مع هذا الفريق أو كمساعد له، إلا أنه في الوقت عينه يسعى لتأجيج هذه الخلافات".

ولفت، خلال درس التفسير القرآني الأسبوعي، إلى أنّ "الكيان عينه، يستفيد من كل هذا الاستنزاف الذي تعيشه الساحة العربية والإسلامية والذي تستمر فيه الفوضى والحروب والأحداث الأمنية في بلداننا بينما يحاول تقديم نفسه كواحة سلام في منطقة ملتهبة". وأردف أنّ "العدو الصهيوني استطاع في ظل هذا التراكم المستمر للخلافات واستمرار الحروب والفتن، تارة لحسابات سياسية وأخرى لحسابات طائفية أو مذهبية، أو تلك التي قد تحمل عناوين قومية وغيرها، أن يدخل إلى معظم بلداننا وأن يمد ذراعه الأمني ليغتال الشخصيات العلمية المؤثرة والفاعلة، وتلك التي استطاعت أن تحدث له أكثر من إرباك وأن تظهر عناصر ضعفه، أو أن يستخدم طائراته التي تستبيح الأجواء العربية، وتعتدي بغاراتها على الأمن العربي كله من دون أن تصدر مواقف إدانة لها حتى من ​الجامعة العربية​ نفسها، وهذا ما نشهده في ​سوريا​ بشكل مستمر".

وأشار فضل الله إلى أنّ "على كل من يتحمل المسؤولية على المستوى العربي والإسلامي، أن يقوم بما يستطيع لرأب الصدع وتقريب وجهات النظر التي يمكن أن تساهم في إطفاء نيران الحروب والفتن التي جعلت بلادنا أرضاً خصبة للعدو، وجعلت الواقع العربي والإسلامي واقعاً هشّاً أمام حجم الاختراق الإسرائيلي الأمني الذي يُضاف للاختراق السياسي والميداني، ومن خلال التطبيع الذي جعل الكثيرين ينظرون له كجسم طبيعي في الأمة، بينما تكون النظرة لهذا البلد العربي أو الإسلامي مختلفة وتحمل الكثير من الإيحاءات لدرجة تصنيفه في خانة الأعداء".

وأوعز فضل الله، على أنّ "أفضل السبل لقطع الطريق على العدو، وإعادة اللحمة تتمثل بالسعي لمراجعة حقيقية على مستوى العلاقات بين ​الدول العربية​ والإسلامية، بما يطفئ نيران الفتن والحروب، ويعيد رسم هذه العلاقات وفق آليات واقعية تكون فيها الأولوية لمصلحة شعوبنا وقضايا أمتنا، وعلى رأسها قضية فلسطين التي تكاد أن تكون المنسيّ الأكبر في هذه الفوضى المتنقلة، والتي تجعل العدو في استرخاء أمني واستراتيجي، بينما نظل نتخبط بمشاكلنا وأزماتنا التي جعلت بلداننا بطناً رخواً للجوع والفقر وكل أنواع الانقسام السياسي والسقوط الاقتصادي".