أكّد رئيس "​التيار الوطني الحر​" النّائب ​جبران باسيل​، أنّ "التيّار الوطنيّ سيخوض ​الانتخابات النيابية​ المقبلة في كلّ المناطق اللّبنانيّة، مشروعه لا يزال نفسه، وهو مشروع الدّولة، الّتي لا يمكن أن تقوم بظلّ وجود الفساد".

وعن تحالف التيّار في الانتخابات مع "​حزب الله​"، أشار، في حديث إلى وكالة "الأناضول" التركيّة، إلى أنّ "الخلاف واضح وكبير مع الحزب بما يخصّ الأمور الدّاخليّة"، وإن حُلّت هذه الأمور، فعلى أساسها يتحدّد موضوع التّحالفات الانتخابيّة"، ورأى أنّ "الوطنيّ الحرّ يشكّل حالةً شعبيّةً في ​لبنان​، وبناءً عليها هو يستطيع خوض الانتخابات لوحده".

وعمّا إذا كانت حظوظ رئيس "تيار المردة" ​سليمان فرنجية​، مرتفعة ليكون رئيس الجمهوريّة المقبل، أوضح باسيل أنّ "موضوع الرّئاسة يشمل اعتبارات عدّة، منّها التّمثيل الشّعبي بعد الانتخابات المقبلة، وموضوع الخيارات السّياسيّة، كمعرفة الجهات الّتي ستدعمه، وتمكّنه من تشكيل أكثريّة بالبرلمان، بالإضافة إلى برنامجه الانتخابي"، مبيّنًا أنّ "انتخابات الرّئاسة ليست مبلوَرة ومن المبكر الحديث عنها، وليس لديَّ في الوقت الحالي أيّ مخطّط أو هدف للرّئاسة".

ولم يُجب باسيل بالنفي ولا التّأكيد عمّا إذا كان على عِلم مسبق بقرار عودة "حزب الله" وحركة "أمل" إلى المشاركة في جلسات مجلس الوزراء، مشدّدًا على أنّ "عودة الثّنائي إلى الحكومة كانت أمرًا حتميًّا، لأنّ المقاطعة لم تكن مبرَّرة ولا مقنعة. لكن العودة غير كافية، ويجب استكمالها بمجموعة خطوات تؤدّي إلى الاستقرار بالبلاد ومعالجة مشاكل الشّعب".

وعن سرّ صمود "تفاهم مار مخايل" بين "التيّار الوطنيّ" و"حزب الله"، ركّز على أنّ "الحاجة الوطنيّة له هي السرّ، فالتّفاهم المذكور يحافظ على الوحدة بشكل أو بآخر، علمًا أنّ هناك خلافات داخليّة كافية لتنسفه، لأنّ أهمّ نقطة فيه هي بناء الدّولة". وذكر أنّ "الاتفاق ساعدنا على مواجهة إسرائيل ومنع تنظيم "داعش" من احتلال لبنان، ومنع الاقتتال الداخلي، وهذا أمر أساسي، لكن لا يكفي لبناء دولة؛ فالاتفاق فشل ببناء الدّولة".

ودعا باسيل إلى "تطوير تفاهم مار مخايل من ناحية الإصلاح وبناء الدّولة". وعن ملاقاة "حزب الله" له بالتّطوير، أجاب بأنّ "العودة للحكومة جزء من التّجاوب مع التّطوير، لكن ذلك غير كافٍ، فالإنتاج والإصلاح هما اللّازمان". وعن سلاح الحزب، أكّد إنه "من الضروري أن يدخل ضمن إطار تنفيذي معيّن، ليكون ضمن سياسة الدّولة، وهذا أمر ممكن إذا خرج البعض من فكرة المؤامرة"، موضحًا أنّ "الهدف لا يجب أن يكون نزع سلاح "حزب الله"، إنّما كيفيّة استعماله لمصلحة الوطن".

وبخصوص العلاقة مع حزب "القوات اللبنانية"، لفت إلى أنّ "القوّات ترفض الحوار مع "الوطني الحرّ"، لأنّها تعتبر أنّها تمتلك فرصةً لتحقيق الحلم التّاريخي بكسر التيّار أو إنهائه، وهذا رهان واهم ولن يؤدّي إلى نتيجة"، معلنًا أنّ "الحوار غير قائم مع القوّات في الوقت الحالي"، مشدّدًا في الوقت نفسه على "أهميّة الحوار والتوّاصل مع "القوّات" لمصلحة الوطن والشّعب".

كما كشف باسيل "أنّه التقى الأمين العام لـ"حزب الله" السيّد ​حسن نصرالله​، منذ فترة غير قريبة"، نافيًا أن "يكونا قد تناولا موضوع المحقّق العدلي في ملف انفجار مرفأ بيروت القاضي ​طارق البيطار​". ورأى أنّ هناك "حالة مراوحة في الملف"، مؤكّدًا "أهميّة أن يُستكمل التّحقيق العدلي للوصول إلى القرار الظنّي، ولا يجب البقاء بحالة مراوحة". ووَجد أنّ "التّحقيق فيه استنسابيّة، لكنّه غير مسيَّس، لكن اليوم هناك مراوحة قاتلة، ونريد أن يتحمّل القضاء مسؤوليّته".

وعن علاقته بالدول الخليجية، أشار إلى أنّه "لا يجوز تصويرنا أنّنا بموضع عدائي معها، فنحن نريد أفضل العلاقات معها، لأنّ لبنان بلد عربي، ولا يجب أن يكون على خصومة معها، ولها الأولوية. لكن في الوقت نفسه، لا يجب أن نُمنع من أن تكون لدينا علاقات مع دول أخرى، مثل تركيا وإيران وغيرهما". وذكر أنّ "لدينا علاقات جيّدة مع تركيا، ومن الممكن أن نتعاون معها لتوفير الطّاقة المتجدّدة للبنان أو غيرها من المسائل".