لم تكد قضية إنتشار الكورونا بشكل كبير تهدأ أواخر الشتاء الماضي حتى أتى "اوميكرون" ليفتك بالبشرية من جديد ويرفع عدد الاصابات بشكل هائل في مختلف البلدان ولبنان منهم، بحيث وصل معدل الاصابات اليومية فيه الى حوالي الستة آلاف اصابة!.

"الموجة إستقرّت على رقم مرتفع ولكن إستقرّت، وهذا مؤشّر جيّد". هذا ما يؤكده رئيس لجنة كورونا الدكتور عبد الرحمن البزري، مشيراً الى أن "عدد الإصابات بالآلاف ولكن حالات دخول المستشفيات ليست كبيرة"، شارحاً أن "نسبة التلقيح بدأت ترتفع ولكن أوميكرون وعند الإصابة به فان إحتمال المرض الشديد يكون أقلّ من غيره".

في لبنان فعل عيدي الميلاد ورأس السنة فعلهما، تهافتت الناس الى المطاعم والمقاهي دون أخذ الحيطة والحذر في كثير من الأحيان، وبعدها بدأنا نشهد إرتفاعا كبيراً في أعداد المصابين. هنا يشير البزري الى أن "الدراسات تقول إن 30 الى 70% من المصابين بأوميكرون لا يصابون باعراض قويّة ولا يحتاجون الى دخول المستشفى، وطبعاً إرتفاع نسبة الملقحين أثّرت كثيراً"، مشددا على أن "الطموح حالياً في العالم هو وقف الوباء والجائحة والتعامل مع كورونا على أساس أنه فيروس موجود".

بدوره رئيس قسم الأمراض الصدرية والعناية المركّزة في مستشفى القديس جاورجيوس الدكتور جورج جوفيلكيان أكد على أن "اللقاح كان فعالاً، والمطلوب عند الاصابة أن المريض لا يُضطر الى دخول المستشفى أو خسارة حياته، ولكن هذا لا يعني أن من تلقى اللقاح لا يمكن أن ينقل العدوى الى سواه"، لافتا الى أن "هناك 54 شخصاً مؤخراً تلقوا 4 جرعات واصيبوا بالفيروس ونقلوا العدوى لآخرين"، مشددا في نفس الوقت على "ضرورة عدم تخفيف الاجراءات الوقائية حتى للملقحين، أي أن يتم الابقاء على وضع الكمامة وغسل اليدين باستمرار وألا يضعهما المصاب على وجهه".

"نسبة كبيرة جدا من المصابين بالفيروس وغير الملقحين الذين دخلوا المستشفيات توفوا". هذا ما يشير اليه جوفيلكان، مشددا على أن "من خسرناهم في المستشفى هم من غير الملقحين أو من الكبار في السنّ".

يعود البزري ليعلّق على قضية ظهور متحوّرات جديدة في كورونا، ويشير الى أنه "دائماً سيكون هناك متحور جديد"، شارحا أن "النسخات التي تنتج عن الفيروس متجدّدة ولا تكون دائما ملائمة". في حين أن جوفيلكيان يرى أن "الارقام المرتفعة لكورونا هي انعكاس لاشخاص يقومون بالاختلاط وهم ليسوا مسؤولين، في حين أن عدد الذين يحتاجون الى دخول المستشفيات ليسوا بحجم ارقام المصابين". هنا يلفت البزري الى أننا "نتجه الى احتواء الجائحة وزيادة نسبة التلقيح واعتبار ان اللقاح الروتيني هو، من يتلقى ثلاث جرعات وليس جرعتين"، داعيا "للنظر الى ما يحصل في بريطانيا واسبانيا، فهناك بدأوا يتعاملون مع الفيروس على أساس أنه موجود".

في المحصّلة ومع الوقت سيصبح كورونا كأي فيروس آخر اصاب البشرية، ولكن حتى ذاك الوقت الوقاية ضرورية!.