أشار مراقب سياسي للأجواء داخل "التيار الوطني الحر"، في حديث لصحيفة الشرق الأوسط، إلى أن عودة رئيس التيار جبران باسيل عن الخطأ الذي ارتكبه بحق النائب علي حسن خليل، وإن كانت فضيلة، فإنها جاءت متأخرة، ولا يمكن التعاطي معها بإيجابية، باعتبار أنه كان يُشرف شخصياً على إدارة الغرفة التي تولّت تنظيم الحملات ضد رئيس مجلس النواب نبيه بري وحركة "أمل".

واكد أن "باسيل يفتقد إلى حد أدنى من المصداقية التي يمكن لخصومه الركون إليها، بعد أن تمادى في حملاته التي أساءت إلى" العهد القوي"، وطالت جميع القوى السياسية، حتى إنها انسحبت أخيراً على حليفه الأوحد" حزب الله". ولفت إلى أن من يتحمّل وزر إضاعة الفرص على رئيس الجمهوية ميشال عون، وحال دون إيفائه بالتزاماته التي تعهد بها في خطاب القسم، لا يستطيع التعويض مع اقتراب انتهاء ولايته الرئاسية عما ألحقه من أضرار بموقع الرئاسة الأولى المسؤولة عن انهيار البلد بإطلاق يد وريثه السياسي، للتدخّل في كل شاردة وواردة من دون أن يجد من يردعه، كما تحوّل موقع الرئاسة إلى طرف في النزاع بدلاً من أن يحتفظ بدوره الجامع للبنانيين.

وسأل: "كيف يمكن لباسيل أن يتوصل إلى ترميم وضعه السياسي بالانفتاح على خصومه مع اقتراب موعد إجراء الانتخابات النيابية، وهو من بادر إلى هدم الجسور التي حالت دون وصولهم إلى القصر الجمهوري للتواصل مع عون الذي اصطدم بمعارضة لم تقتصر على قوى 14 آذار سابقاً، بعد أن تناغم معها زعيم تيار "المردة" النائب السابق سليمان فرنجية، حالت دون تلبيتهم دعوته إلى طاولة الحوار، ما اضطره إلى صرف النظر عنها، وإن كان أبقى على دعوته مفتوحة".

كما سأل عن أسباب محاولة باسيل الانفتاح على خصومه، برغم أنه ذهب بعيداً في حملاته الشخصية، وهل كان مضطراً لاتهام الرئيس بري بـ"البلطجي" من جهة، والتباهي بأنه كان وراء اضطرار زعيم تيار "المستقبل" الرئيس سعد الحريري للاعتذار عن تشكيل الحكومة، إضافة إلى حروبه المفتوحة مع خصومه في الشارع المسيحي؟".

وأكد المراقب السياسي أن باسيل كان وراء توريط العهد القوي في حروب إلغائية إصراراً منه على الاستئثار بالسلطة بالنيابة عن رئيس الجمهورية وبواسطة ما لديه من ودائع سياسية في القصر الجمهوري تلتزم بتوجيهاته وحالت دون تعويم مشروع الدولة من ناحية، وأقفلت الأبواب أمام محاولاته لتعويم نفسه".

بالتوازي استبعد دخول "حزب الله"، الذي يغضّ النظر عن الانجرار إلى سجال مباشر أو بالواسطة مع باسيل بغياب البديل المسيحي الذي يوفّر له الغطاء السياسي، على خط التواصل بينه وبين بري، الذي لا يزال مقطوعاً لقناعته بأن طريق باسيل إلى مقر الرئاسة الثانية في عين التينة ليست سالكة حتى إشعار آخر، ويقول إن خصومه ليسوا في وارد تعويمه".

وشدد على أنه لا مفر أمام باسيل إلا التحالف في الانتخابات مع "حزب الله" ، وهو يحاول الآن الدخول في هدنة مع بري لحاجته إلى شريك آخر للتقليل من الأضرار التي يمكن أن تلحق به في الشارع المسيحي، في حال اقتصر تحالفه على حليفه الوحيد، أي "حزب الله" المدرج على لائحة الإرهاب".

الحريري لن يترشح للانتخابات

أشارت مصادر قريبة من رؤساء الحكومات السابقين لـ"الشرق الأوسط" إلى أن "زئيس الحكومة السابق سعد الحريري كان فاتحهم سابقا أنه يميل لعدم الترشح، لكن هذا القرار غير واضح، بانتظار الاجتماع معه ومعرفة الحيثيات التي ينطلق منها أي قرار قد يكون الحريري اتخذه بشأن الانتخابات. وينتظر أن تجرى الانتخابات في 15 أيار المقبل، وفتحت وزارة الداخلية باب الترشيحات لها منذ الأسبوع الماضي".