أقدمت دورية من القوى الأمن الداخلي، أول من أمس، أي يوم الجمعة، على توقيف أعمال الترميم التي تقوم بها "جمعية فرح العطاء" في منطقة الكرنتينا، تلك الجمعية التي اتخذت على عاتقها ترميم منازل تضررت من انفجار مرفأ بيروت، وذلك بعد أن تقاعست الدولة بالتحرك للقيام بهذا الإجراء، وتركت الأهالي يواجهون مصيرهم، مما دفع الجمعية، كما العديد من الجمعيات، الى العمل من أجل ترميم المنازل وإعادة أهاليها اليها.. وأصاب الحادث ذهول أفراد الجمعية وأهالي المنطقة على حد سواء، وفي اليوم التالي، أي أمس السبت، أقدمت دورية أخرى أيضا على منع المتطوعين في الجمعية من العمل، فما السبب الذي يجعل عناصر من القوى الأمنية لتقدم على هكذا فعل؟

تواصلت النشرة، مع رئيس جمعية فرح العطاء مارك طربيه، وحصلت على الرواية الكاملة لما حصل، فمن هي هذه الجمعية؟ وما هو نشاطها؟ ومن أين أتى تمويلها؟ وما هو نطاق عملها؟ ولماذا أقدمت العناصر الأمنية على إيقاف متطوعيها عن العمل؟..

وكشف طربيه في حديث مع "النشرة"، أنه "منذ انفجار مرفأ بيروت في الرابع من آب 2020، نشطت جمعية "فرح العطاء" في منطقتي الكرنتينا ومار مخايل، ورممنا 6 شوارع و57 مبنى ورممنا فوج إطفاء بيروت بمساعدة 6000 متطوع من 17 بلد في العالم، من جميع الطوائف والمذاهب، ونحن على تنسيق تام مع غرفة عمليات الجيش اللبناني ومحافظة بيروت القاضي مروان عبود ومع بلدية بيروت ومع مديرية الآثار وقوى الأمن الداخلي، طوال المدة منذ مرحلة ما بعد الإنفجار الى اليوم.

ولفت ردا على سؤال، الى أن تمويل الجمعية موجود على مواقع التواصل الإجتماعي وتقاريرنا منشورة ومدققة، وغالبية التقديمات المالية والنقدية هي من أصدقاء "فرح العطاء" وداعميها في لبنان وفي المهجر، والقسم الآخر هو عبارة عن تقديمات عينية، هدفها الأول والأخير إعادة بيروت الى الصورة التي يحبها أهلها.

وردا على سؤال حول الحادثة التي حصلت، أوضح طربيه "أننا تفاجأنا بدورية لقوى الأمن الداخلي تزور الموقع حيث نعمل في الكرنتينا، وطلبت من متطوعينا التوقف عن العمل باثنين من العقارات التي نعمل بها بحجة أن لدينا رخصة تدعيم وليس رخصة ترميم".

وتابع: "تواصلنا مع قوى الأمن لنفهم أكثر، وتبين لاحقا أن هناك إشارة قضائية لإيقاف العمل، وقلنا لهم أنه بعد زيارتنا لمحافظ بيروت، طلب الأخير إكمال الأعمال وأنه سيعطينا الرخصة الإثنين صباحا، وهذا ما حصل، حيث أكملنا العمل بناء على كلام عبود، الا أننا تفاجأنا أمس السبت بدورية أخرى لقوى الأمن والإستقصاء، وأوقفنا عناصرها عن العمل بحجة أن الرخصة غير جاهزة".

وسأل رئيس الجمعية عبر "النشرة"، ما هو هذا الأمر الطارئ الذي لا ينتظر حتى صباح الإثنين ليكون التصريح من المحافظ جاهزا؟ وماذا لو أكملنا العمل ما الذي كان سيتغير؟ وما الذي سيستفيد منه البعض إن أوقفنا هذه الأعمال؟".

وأكمل: "تواصلنا مع المحافظ وأبلغنا أنه غير موجود حاليا وأن الإثنين صباحا سوف يتابع الموضوع"، مبديا أسفه للحادثة التي حصلت، معتبرا أنه يجهل السبب الحقيقي الكامن وراء هذا الإجراء من القوى الأمنية، خصوصا أن اهالي المنطقة، الذين أصبحوا أصدقاء للجمعية ومتطوعيها، وقفوا وتضامنوا مع متطوعي الجمعية ضد القرار الذي صدر وإيقافها عن العمل الى حين الإتيان برخصة الترميم، معتبرا أن وقفة الأهالي مع الجمعية هي بمثابة رد للجميل.

وتابع: "مصممون على العمل في بيروت ولمصلحتها لأننا أهلها وأبناؤها، وصباح الإثنين سنحصل على الأوراق اللازمة من المحافظ وسنكمل العمل لصالح أهلنا".