كم جميلٌ أَن يعمّ الغزل بَيْن "الثّنائيّ الشّيعيّ" ورئاسة مجلس الوزراء، قبل حوالي 20 يومًا من عيد العشاق، وإِن كانت العادة في لبنان، أن يتّفق اثنان –إذا ما اتّفقا– فعلى حساب طرفٍ ثالثٍ. فـ"الثُّنائيّ الشّيعيّ"، بحسب قوله، "لا يُقيّد مجلس الوزراء ولا يتجاوز صلاحيّات رئيسه". و"الثّنائيّ الشّيعيّ" نفسه، قد قرّر أَن "يفتح صفحةً حُكوميّةً جديدةً"... علّنا وعسانا نشهد «تقليعةً» فعّالةً، وإِنْ كان من الصّعوبة بمكانٍ أَن نُعلّل النّفس بتعيينات تكون غبّ الطّلب!... مَن يدري؟ فما أكّده وزير الزّراعة الدّكتور عبّاس الحاج حسن مُطمئنٌ وباعثٌ للأَمل، لكَوْن "العَودة إِلى الحُكومة مِن الثّنائيّ ليْست مشروطةً"، والإِقرار بأَنّ "الأَزمة الاجتماعيّة تقتضي العَوْدة مِن أَجل النّاس" هو "نعمة كريمٍ"... ولكن هل تكتمل فرحة المساكين هَؤُلاء؟ أَم أَنّ فرحتهُم لا تكاد تُلامس قرعتهُم؟.

آمال وهواجس

وفي مُقابل الآمال، هواجس آلامٍ مِن فُصولها القلق مِن فراغٍ كبيرٍ على السّاحة السُنيّة ومِن "مَشروع بهاء"... و"التوتُّر المذهبيّ"، من دون أَن تسقُط مِن الحسبان "المُوازَنة الصّادمة والمُخيّبة لسنة 2022"!... على وقع تصاعُد الأَصداء الشّديدة السّلبيّة حيالها، والّتي حرّكت الشّارع في السّاعات الاثنَتَيْن وسبعين الماضية!...

وما زاد في طين الهواجس بلّةً، أَنّ "المُوازنة تقترح صلاحيّاتٍ تشريعيّةً استثنائيّةً لوزير المال"، و"حقل أَلغام" الدُّولار الضّريبيّ، فهذا النّوع مِن "الدَّولرة" هو كالطِوَل المُرخَى وثناياه في يد... رياض سلامة!.

وفي الهواجس أَيضًا ما عبّر عنه البطريرك المارونيّ مار بشارة بطرس الرّاعي لناحية تحذيره مِن "إِمرار قراراتٍ ماليّةٍ في المُوازَنة أَو في مُوازاتِها، تكون أَشبهَ بسلسلةِ رُتبٍ ورواتبَ جديدةٍ مُقنّعةٍ، وبفرضِ ضرائبَ ورُسومٍ مُموَّهةٍ"... فيما لم يُخفِ رئيس كتلة "الوفاء للمُقاومة" النّائب محمّد رعد أَنّ "القراءة الأَوّليّة لمشروع المُوازَنة لا تُبشّر بخيرٍ"!...

السلّة الكويتيّة

وسط هذه المشهديّة، تأتي السلّة الكويتيّة الّتي حملها إِلى لبنان وزير خارجيّة الكُويت الشّيخ أَحمد ناصر المحمّد الصّباح وقوامها 3 رسائل، مُشيرًا إِلى أَنّ "التحرُّك الكويتيّ يتمّ بالتّنسيق مع دُوَل الخليج ولدعم لُبنان". وأَمّا الهدف المُؤكّد للمُبادرة الكويتيّة، فهو أَوّلًا دعم لبنان، وتاليًا أَلّا يكون منصّة عُدوانٍ ضدّ دُوَل الخليج العربيّ، وأَن يفيَ بتعهُّداته. وتزامُنًا كشفت مصادر ديبلوماسيّة أَنّ المُقترحات الّتي قدّمها وزير الخارجيّة الكُويتيّة إِلى لُبنان، تشمل الالتزم باتّفاق الطّائف، وتنفيذ قرارات مجلس الأَمن، وإِجراء الانتخابات في مَوْعدها، إِضافةً إِلى تشديد الرّقابة على الصّادرات إِلى الخليج، لمنع تهريب المُخدّرات إِلى دولها بواسطة لُبنان.

كما وتنصّ المُبادرة الكُويتيّة، على تأكيد تنفيذ القرارات الدّوليّة ذت الصّلة، وضمنًا القرارات 1559 و1680 و1701...

وحتّى 29 الجاري، موعد استحقاق الأَجوبة اللُبنانيّة على المُبادرة العربيّة-الدّوليّة، يخلق الله ما لا يُعلَم!... وقد "يدرى مين يعيش" كما وقد لا يدري!.

في الزّمن الماحل، حملت الكُويت سلّتها إِلى لُبنان، واللُبنانيّون رازحون تحت أعباء هواجسهم، فيما القرار "الثُّنائيّ الشّيعيّ" تحت المجهر!.