يبدو لبنان على المفترق الصعب على ما يقول مرجع مسؤول لـ"الجمهورية"، ويضيف، "أنّ العالم كلّه ينظر في هذه الفترة بعين القلق الى لبنان جراء الحجم الكبير من التعقيدات فيه، سياسيّاً واقتصاديّاً وماليّاً. وهذا لطالما كنا وما زلنا نحذّر منه، وضرورة المسارعة الى اتخاذ الخطوات الإنقاذية السريعة من الحكومات السابقة والحكومة الحالية. قبل ان نصل الى وضع تتولّد عنه سلسلة متتابعة من النتائج التي يفوق حجمها السلبيّات التي توالت منذ 17 تشرين الاول من العام 2019 وحتى اليوم".

على انّ المرجع الذي يشدّد على "إجراء الانتخابات النيابية في موعدها مهما كلّف الأمر، ذلك انّ عدم إجرائها هو خطيئة كبرى تُرتكب بحق لبنان"، اعتبر "أنّ المبررات التي ساقها رئيس الحكومة السابق سعد الحريري لإخراج نفسه، مع تياره السياسي، من اللعبة البرلمانية والانتخابية في هذا الوقت بالذات ليست مقنعة، لا بل متسرّعة، تنطوي على مجازفة وخطأ فادح، وقد قيل مثل هذا الكلام بشكل مباشر للحريري. لا أقول إنّ الحريري مضغوط، بل أقول إنّ له أسبابه وقناعاته، وما علينا في مرحلة ما بعد اتخاذ قراره. كنا نتمنى لو انّ هذا الأمر لم يحصل، وخصوصاً انّه قد يؤسس لاحتمالات غير متوقعة، وبالتالي ليس علينا في مرحلة ما بعد هذا القرار سوى العمل على احتواء أي تداعيات".

ورداً على سؤال عمّا اذا كانت مقاطعة الحريري وتيار "المستقبل" للانتخابات النيابية، ستجرّ مقاطعات مماثلة من قوى سياسية تعتبر الانتخابات بلا المكوّن السنّي الأول لا تتسمّ بسلامة وصحّة التمثيل، قال المرجع: "لا أستطيع ان أستبق التطوّرات، انما في مطلق الأحوال ينبغي السعي الى النأي بالانتخابات النيابية في أيّار عن أيّة مؤثرات تؤدي إلى تعطيلها، وخصوصاً انّه إذا ما وقع هذا التعطيل، فلا احد في استطاعته أن يقدّر صورة المشهد آنذاك وحجم التعقيدات والإرباكات السياسية وربما غير السياسية التي قد تحصل فيه".

الورقة الكويتية

على صعيد منفصل، قالت مصادر وزارية لـ"الشرق الأوسط" إن وزير الخارجية عبدالله بوحبيب سيعد نسخة أولية للرد على المبادرة التي حملها وزير خارجية الكويت الشيخ أحمد ناصر المحمد الصباح إلى لبنان، على أن يتم البحث بها مع رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي ورئيس البرلمان نبيه بري، معتبرة أن "الإجابات واضحة لا سيما أن معظمها وارد في البيان الوزاري للحكومة".

وعن تطبيق القرارات الدولية ولا سيما تلك المتعلقة بسلاح "حزب الله"، قالت المصادر إنه "سيتم الرد على هذا الأمر عبر إيجاد صيغة مناسبة للتأكيد على أن تطبيق القرارات الدولية ليست قرارا لبنانيا فقط لا سيما في ظل الوضع الإقليمي الحالي".

حزب الله لن يرد

وفي السياق، أكدت مصادر مطلعة على موقف الحزب لصحيفة "اللواء" بشأن المبادرة العربية الخليجية الدولية التي حملها وزير خارجية الكويت "لإستعادة الثقة بلبنان" كما وصفها، ان الحزب "لن يرد على المبادرة لأنها موجهة الى الدولة اللبنانية وليس الى الحزب، وعلى الدولة ان ترد، ولو ان بعض مضامين المبادرة يخص الحزب مباشرة، وقد أعلن وزير الخارجية عبد الله بو حبيب ان الرد اللبناني الرسمي سيكون جاهزاً خلال اربعة ايام".

واوضحت المصادر لـ "اللواء": ان الحزب يلتزم "بالتهدئة اللفظية" المطلوبة بوجه السعودية وبعض دول الخليج الاخرى في حال توقفت هي عن مهاجمة الحزب وتوجيه التهم اليه.

مصرف لبنان يبدّد 150 مليون دولار

الى ذلك، ذكرت "الاخبار" بانه يتردّد أن مصرف لبنان اشترى من السوق على مراحل في الأشهر الماضية، نحو 800 مليون دولار يستعملها حالياً لضخّ الدولارات في السوق من أجل تهدئة سعر الصرف خلال الفترة التي تسبق الانتخابات النيابية، إلا أن المفاجأة أنه بدّد منها أكثر من 150 مليون دولار خلال فترة لا تتجاوز عشرة أيام. وعملياً هو أنفق أكثر من ذلك بكثير، لكن كل مبلغ يضخّه في السوق يمكنه استعادة نصفه وفق بعض التقديرات من خلال عمليات المضاربة التي يمارسها بانتظام.