اعلنت منظمة "هيومن رايتس ووتش" أنّ هاتف مديرة قسم الأزمات والنزاعات ومديرة مكتب العاصمة اللبنانية بيروت، لما فقيه، استُهدف ببرنامج "بيغاسوس" للتجسس، الذي طورته شركة السايبر الهجومي الإسرائيلية "NSO"، خمس مرات، بين نيسان وآب الماضيين.

وأخطرت شركة "آبل" فقيه، في 24 تشرين الثاني الماضي، بأنّ مهاجمين تدعمهم إحدى الدول استهدفوا هاتفها الشخصي من نوع "آيفون". وتأكد فريق أمن المعلومات في "هيومن رايتس ووتش" من اختراق أجهزة "آيفون" الحالية والسابقة الخاصة بفقيه، بواسطة برنامج "بيغاسوس" الإسرائيلية، بعد تحليل جنائي. وراجع فريق مختبر الأمن في "منظمة العفو الدولية" التحليل، وأكد النتائج.

وأفادت "هيومن رايتس ووتش" بأن اخترق هاتف فقيه تم باستغلال ثغرة "زيرو-كليك"، أي من دون أن تفعل صاحبته أي شيء، مثل النقر على رابط. وهذه تقنية هجوم متطورة ومعقدة وفعالة في اختراق الأجهزة ويصعُب أيضاً على المُستهدَف اكتشافها أو منعها.

وتشرف فقيه، وهي مواطنة أميركية-لبنانية، على الاستجابة للأزمات في دول مثل سوريا وميانمار ولبنان وفلسطين المحتلة وأفغانستان. ويشمل عملها توثيق وفضح الانتهاكات الحقوقية والجرائم الدولية الخطيرة أثناء النزاعات المسلحة والكوارث الإنسانية والاضطرابات الاجتماعية أو السياسية الشديدة. ورأت "هيومن رايتس ووتش" أنّ هذا العمل "ربما جذب انتباه حكومات مختلفة، بمن فيهم بعض عملاء NSO أو المشتبه فيهم".

وقالت فقيه في بيان "هيومن رايتس ووتش" إنه "ليست صدفة أن تستخدم الحكومات برمجيات تجسس لاستهداف الناشطين والصحافيين، وهم الذين يكشفون عن ممارساتها التعسفية. يبدو أنها تعتقد أنّ ذلك يساعدها على تعزيز سلطتها وإسكات المعارضة وحماية تلاعبها بالحقائق".

وصرّحت فقيه، لصحيفة "ذا غارديان" البريطانية، اليوم، بأنها في الفترة التي استُهدفت فيها بواسطة "بيغاسوس"، كانت تركّز على التحقيق حول انفجار مرفأ بيروت الذي وقع في الرابع من آب عام 2020 وأودى بحياة 215 شخصاً على الأقل وإصابة 6500 آخرين. وأضافت أنها شاركت في ذلك الوقت في مشاريع شملت قطاع غزة وإثيوبيا.

وردت NSO على طلب "هيومن رايتس ووتش" للتعليق، قائلة إنها "ليست على علم بأي زبون نشط يستخدم تقنياتها ضد موظفة" في "هيومن رايتس ووتش"، وإنها ستفتح تقييماً أولياً لتحديد ما إذا كان يتوجب فتح تحقيق.