إعتبر رئيس الحكومة الأسبق فؤاد السنيورة، "ان الانهيار الذي يعانيه لبنان، له عوامل كثيرة إلى جانب السياسيين، إلا أن "حزب الله" كان سببا رئيسيا". ورأى ان بيان البنك الدولي هو "موقف مهم وينبغي على الجميع أن يقرأه بعناية، وأن يتنبه له، خصوصا أنها ليست الرسالة الأولى، وسبقتها رسائل عدة بهذا الصدد، سواء كان من البنك الدولي أو صندوق النقد أو من الأشقاء في العالم، أو حتى من اللبنانيين أنفسهم".

كما أشار إلى أن ذلك أدى إلى "الاختلال في ​سياسة​ لبنان الخارجية وفي علاقاته مع أشقائه وأصدقائه. وهذا الأمر يلعب "حزب الله" الدور الأساسي فيه، ولا سيما عندما زاد من إطباقه على الدولة بعد العام 2008، وتدخله في دول المنطقة والصراعات ما أدى إلى شلل كبير في الدولة اللبنانية". ولفت إلى أن "حزب الله قبض على لبنان، وأصبحت الحكومة مكانا للصراعات والمشاحنات السياسية وليس لاتخاذ القرار، ما أدى بالتالي إلى أن الحكومات اللبنانية أصبحت محكومة إما بالتوافق على حساب مصلحة لبنان واللبنانيين، أو في ممارسة الفيتوات المتبادلة بين الفرقاء السياسيين، ما زاد من حدة الانهيارات الاقتصادية والمالية في لبنان".

وأكد السنيورة أن "لبنان كان دائما يقوم على ما يسمى سياسة تحييد نفسه عن الصراعات الإقليمية والدولية". وقال: "حقيقة ما جرى خلال العقد الماضي، أن الدولة انجرفت بنتيجة هذه السياسات والممارسات التي يتبعها حزب الله تنفيذا لما تريده إيران في السيطرة على لبنان واستغلاله كرهينة في عملية التفاوض الجارية بين طهران وواشنطن والمجموعة الغربية"، مشيرا إلى محادثات فيينا الجارية بشأن الاتفاق النووي الإيراني 2015".

وشدد على أن "الفساد في لبنان هو في جوهره فساد سياسي، وهو ما أدى إلى التفريط بمصالح لبنان واللبنانيين، وهو الذي أسهم وبشكل أساسي في حالة الانهيار التي أصبح عليها لبنان"، معتبرا ان "ملء المراكز الإدارية بأشخاص يتم توظيفهم استنادا إلى ولاءاتهم ليخدموا الأحزاب التي ينتمون إليها، أدى إلى هذا الاستعصاء الكبير على الإصلاح"، مشيرا إلى أن "لبنان منذ عام 1996 إلى العام 2018، أضاع الكثير من الفرص والمساعدات من المجتمعين العربي والدولي من خلال المؤتمرات التي عقدت أكان في واشنطن أو مؤتمرات باريس-1 و2 و3 وستوكهولم وفيينا وسيدر".

وأوضح أنه "خلال هذه المؤتمرات قدم المجتمعان العربي والدولي تعهدات لمساعدة للبنان بمبالغ تصل إلى حوالى 34 مليار دولار، هذه الهبات أو القروض الميسرة ضيعتها الدولة اللبنانية بعدم الاستفادة منها بسبب الاستعصاء المستمر على الإصلاح، وعدم رغبة تلك الأحزاب الطائفية والمذهبية في التخلي عما يسمى مواقعها في السلطة". وأكد ان "هناك فرصة حقيقية ورغبة عربية ودولية في مساعدة لبنان وأكثر من عبر عنها هو وزير خارجية الكويت، وعلى الجميع أن يدرك ويعرف أن هناك حاجة ضرورية للبنان قبل أن تكون لأي أحد آخر بضرورة أن ينخرط لبنان ويتقدم على مسارات ما يحتاجه من إصلاحات، وأن يتجاوب مع المبادرة الكويتية والعربية، ويصوب مساراته الإصلاحية والسياسية".