رفضت السلطات الاميركية في ردّها الخطّي على روسيا التعهّد بإغلاق باب حلف شمال الأطلسي أمام أوكرانيا، رافضة بذلك أحد الشروط الأساسية لروسيا لتخفيف التوتر مع جارتها أوكرانيا، لكنّ الإدارة الأميركية اقترحت في الوقت نفسه "مساراً دبلوماسياً" لتجنّب حرب جديدة، بحسب ما أوردت وكالة الصحافة الفرنسية.

والرسالة التي طال انتظارها سلّمها السفير الأميركي في موسكو جون سالفيان إلى وزارة الخارجية الروسية وتضمّنت ردّ بلاده على لائحة المطالب الأمنية التي تقدّمت بها موسكو لحل الأزمة الأوكرانية وفي مقدّمتها انسحاب حلف شمال الأطلسي من أوروبا الشرقية.

وكانت روسيا أعلنت في كانون الأول عن مقترحات لاحتواء ما تعتبره تزايداً لنفوذ الولايات المتحدة وحلف الأطلسي في جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق ودول شرق أوروبا.

وفي مسودة الوثائق الأمنية طلبت موسكو من الحلف الذي تقوده الولايات المتحدة، عدم ضمّ أعضاء جدد أو إقامة قواعد في جمهوريات سوفياتية سابقة.

ولم تكشف موسكو عن فحوى الردّ الأميركي، لكنّ وزير خارجية الولايات المتحدة أنتوني بلينكن أكّد أنّ الرسالة حدّدت لموسكو "مساراً دبلوماسياً جاداً" لحلّ النزاع بشأن أوكرانيا، مشدّداً على أنّ أوكرانيا حرّة في اختيار حلفائها.

وقال بلينكن للصحافيين إنّ الرسالة لن تُنشر "لأنّنا نعتقد أنّ الدبلوماسية لها أفضل حظوظ النجاح".

وأضاف "هناك مبادئ جوهرية نحن ملتزمون بالمحافظة عليها والدفاع عنها، تشمل سيادة أوكرانيا وسلامة أراضيها وحقّ الدول في اختيار الترتيبات الأمنية والتحالفات الخاصة بها".

كما أكّد الوزير الأميركي أنّه سيتحدّث مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في الأيام المقبلة للحصول على ردّ موسكو على الموقف الأميركي.

وأتى تصريح الوزير الأميركي بعيد إعلان مساعدته ويندي شيرمان أنّ الولايات المتحدة لا تزال على قناعة بأن بوتين مستعد لاستخدام القوة ضد أوكرانيا بحلول منتصف شباط، فيما حضّت السفارة الأميركية في كييف رعاياها على "التفكير في المغادرة الآن".

في الأثناء، التقى مسؤولون من فرنسا وألمانيا وروسيا وأوكرانيا في باريس، في اجتماع رأت فيه فرنسا بارقة أمل بشأن إمكانية تراجع حدة التوتر.

من جهتها، أكدت مساعدة بلينكن أن الولايات المتحدة "تضغط من أجل الدبلوماسية" لكنّها في الوقت ذاته "تستعدّ للأسوأ"، وهو نفس التعبير الذي استخدمه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي يانس ستولتنبرغ الذي أكّد أنّ الناتو قدّم لموسكو مقترحات من أجل حلّ دبلوماسي للأزمة الراهنة.

وقال ستولتنبرغ "نحن الآن نمدّ اليد لروسيا مرة أخرى سعياً لمسار حوار وإيجاد حلّ سياسي. لكن بالتأكيد فيما نأمل ونسعى من أجل حلّ جيد، من أجل خفض للتصعيد، فنحن أيضا مستعدون للأسوأ".

وحذّرت دول غربية عدّة روسيا من عواقب وخيمة في حال غزت أوكرانيا، وذهبت واشنطن أبعد من ذلك لتعلن الثلاثاء استعدادها فرض عقوبات تستهدف بوتين شخصياً.

وقلّل الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف من شأن التهديدات الأميركية، مشيراً إلى أنّه يُمنع أساساً على كبار المسؤولين الروس امتلاك أصول في الخارج.

لكنّه شدّد مع ذلك على أنّه من شأن خطوة من هذا القبيل أن تضرّ بدرجة كبيرة بالجهود الدبلوماسية الرامية لنزع فتيل التوتر حيال أوكرانيا.