اشارت صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية في تقرير على صفحتها الأولى بعنوان: "لا شك في أن الروس يستعدون، لكن إلى ماذا؟"، الى "إنه مع حشد أكثر من 100 ألف جندي روسي على حدود أوكرانيا، ترى كييف خطر الحرب يتجسد تدريجياً تحت أنظار الغربيين المنقسمين".

وأوضحت "ليبراسيون" أن وضع القوات المسلحة لدول الناتو في حالة تأهب، واستدعاء عائلات الدبلوماسيين الأميركيين المتمركزين في كييف، ونشر القوات البحرية الروسية في جميع بحار العالم تقريبا، في عالم مشوش بسبب جائحة لا نهاية لها، يبدو احتمال نشوب حرب على المحك، في أحد أهم المواقع في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.

غير أن هذا الاحتمال ليس حتمياً؛ لأن جميع أصحاب المصلحة لديهم الكثير ليخسروه. ووفقا لمراسل "ليبراسيون" الخاص في منطقة الحدود الثلاثية، فإن هناك شكوكاً لدى الأوكرانيين بشأن احتمال غزو روسي.

وتابعت "ليبراسيون" القول إنه من ناحية أخرى، بدأت الحرب النفسية والتكنولوجية بالفعل، عبر الهجمات الإلكترونية على مواقع وشبكات الحكومة الأوكرانية، والضغط الروسي على الأميركيين. ومن الواضح أن فلاديمير بوتين قد حقق بالفعل أحد أهدافه: زرع الانقسام والشك بين الغربيين.

بين التصريحات الملتوية للرئيس الأميركي، وإعلان قائد البحرية الألمانية أن ما يريده الرئيس الروسي هو "الاحترام" مما تسبب في إقالته، والتوترات بين القادة الألمان، يسود نشاز في المعسكر الغربي.

وبالتالي، فإن الدول الغربية باتت تلعب لعبة الرئيس الروسي، الذي يتغذى على انقساماتها وعدم النضج في مواقفها. فقد فشل وزراء خارجية الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي يوم الاثنين الماضي في الاتفاق على عقوبات أكثر صرامة على روسيا.

فإذا فكر الأوروبيون في سوابق شبه جزيرة القرم ودونباس، فإنه من الملحّ أن تتحدث الدول الأوروبية بصوت واحد، تشدد "ليبراسيون".