أشارت صحيفة "الغارديان" البريطانية إلى "استعداد روسيا لمواصلة المحادثات مع الولايات المتحدة بشأن الأمن الأوروبي، بيد أنها ليست متفائلة بالمستقبل، لا سيما بعد أن رفضت واشنطن وحلفاء الناتو مرة أخرى جانبا رئيسيا من النظام الجديد المقترح لروسيا بشأن الأمن في فترة ما بعد الحرب الباردة".

ولفتت الصحيفة إلى أن "حدة التوترات تصاعدتخلال الأسابيع الأخيرة، بعد أن حشدت روسيا ما يربو على 100 ألف جندي وأسلحة ثقيلة على حدودها مع أوكرانيا، الأمر الذي أثار مخاوف من حدوث غزو. في وقت أفاد المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية، جون كيربي بأنه "حتى الآن، بما في ذلك في الساعات الأربع والعشرين الماضية، نسهد نشر المزيد من القوات القتالية التي جمعها الروس، مرة أخرى، في الجزء الغربي من بلادهم، وفي بيلاروسيا".

وأوضحت أنه "في غضون ذلك، تسرع الولايات المتحدة خطى إمدادات الأسلحة إلى أوكرانيا، حيث قال كيربي: "نحن في بداية مجموعة جديدة كاملة من المساعدات، أُرسلت ثلاث شحنات، والمزيد سيأتي". وأردف وردا على سؤال بشأن الطلب الأوكراني لأنظمة الدفاع الجوي الصاروخية: "إن فريق تقييم الدفاع الجوي والصاروخي الأميركي كان في أوكرانيا مؤخرا لمناقشة احتياجات البلاد".

كما أشارت "الغارديان" إلى تصريح كبير المتحدثين باسم الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، دميتري بيسكوف، الذي أكد فيه أنه "لا يوجد سبب كاف للتفاؤل"، بعد أن رفضت الولايات المتحدة والناتو مطالب موسكو باستخدام حق الفيتو على عضوية أوكرانيا المحتملة في الناتو في رد منسق اليوم السابق. وأضاف أن "موسكو كانت بحاجة إلى وقت لتحليل الرد الأمريكي ولن "تتسرع في التقييمات".

بموازاة ذلك، أضاءت الصحيفة على تصريح وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، بأن "قلق موسكو الرئيسي، أي احتمال انضمام أوكرانيا إلى الناتو، لم يُعالج بعد، لكن هناك أمل "في بدء محادثات جادة بشأن قضايا ثانوية"، مشدداً على أنه "لا يوجد رد ايجابي في هذه الوثيقة على القضية الرئيسية".

ورأت الصحيفة أنه "يبدو أن أحد المتحدثين باسم لافروف استبعد الحرب مع أوكرانيا، في تصريحات أدت إلى قفزة في ارتفاع سعر الروبل الروسي، بعد أن اكتسب المستثمرون ثقة بإمكانية تفادي الصراع. حيث قال أليكسي زايتسيف، المتحدث باسم وزارة الخارجية: "ذكرنا مرارا أن بلدنا لا ينوي مهاجمة أي شخص، ونعتبر حتى فكرة الحرب بين شعبنا غير مقبولة". ولفتت إلى أن "التركيز يتحول مرة أخرى إلى بوتين، الذي لم يعرب بعد عن رده، ويدرس الوثيقة".

وتسعى أوكرانيا للتقليل من شأن التقارير التي تتحدث عن هجوم وشيك من جانب روسيا، وقال أحد مساعدي زيلينسكي لوكالة "رويترز" للأنباء إن "الهستيريا" الحدودية بشأن هجوم روسي تعرقل محاولات كييف للاقتراض من الخارج"، مؤكدةً أن "البلاد ترغب في الحصول على قروض بقيمة 5 مليارات دولار من الحكومات والمؤسسات الدولية".

وإلى ذلك، ذكرت الصحيفة أنه "في زيارة لكوبنهاغن، سعيا لحشد الدعم من الدنمارك العضو في الناتو، أعرب وزير الخارجية الأوكراني، دميترو كوليبا، عن موافقته على رد الولايات المتحدة على روسيا، وقال إن أوكرانيا شاهدته قبل تسليمه يدويا إلى سفارة روسيا في واشنطن. وأكد كوليبا حاجة بلاده لدفاعات أقوى وموقف موحد من الغرب بشأن العقوبات الاقتصادية".

من ناحية أخرى، لفتت الصحيفة إلى أن "روسيا أوقفت المراقبة الدولية لمناوراتها العسكرية المطلوبة بموجب اتفاقية عام 1990 "وثيقة فيينا"، ومن المقرر أن يستمر التعليق حتى 28 شباط المقبل، وتشمل الخطوة التدريبات في بيلاروسيا، التي دقت جرس إنذار لأنها تضم وحدات قتالية مجهزة تجهيزا جيدا من أقصى شرق روسيا"، متسائلةً إذا كان "الحد من التسلح يجب أن يكون حتى نقطة نقاش بين الغرب وروسيا، اللتين لا تستند أفعالهما الحقيقية إلى الشفافية أو المعاملة بالمثل".