لفت الرّئيس العام للرهبانية المارونية المريمية ​الأب بيار نجم​، خلال احتفاله ب​عيد مار مارون​، بقدّاس احتفالي على مذبح كنيسة دير سيدة اللويزة في ​زوق مصبح​، إلى أن "مارون النّاسك الفقير بفقره، أغنى الكثيرين وصار علامة بركة في كنيسة اضّطهدوا أبناءها على مرّ العصور، ولايزالون يعانون اليوم من ألم الأزمات والمصاعب، ولكنّهم أبناء كنيسة الرّجاء على مثال مارون. أحبّوا الصليب وجعلوا منه دستور حياة وجسر عبور من حالة الألم إلى واقع رجاء، لا يلغي الألم بل يعطيه معنى خلاصيًّا".

وأشار إلى أنّ "الصّليب كان لمارون ومن بعده لكلّ ماروني، ضمانة حبّ. حبّ الله المجاني لكلّ واحد منّا، ومن حبّ الله هذا استقوا القدرة على أن يضعوا ذاتهم في خدمة الآخرين، فصاروا علامة حبّ الله للأخوة عبر الخدمة والتّضحية ليعلنوا حبّ ​المسيح​ للكون بأسره".

وأوضح نجم أنّ "مارون، رجل الله الممتلئ من حبّ المسيح والسّاعي إلى الحقيقة الوحيدة الّتي لا تتبدّل، ترك كلّ شىء ليتبع المسيح ويسير على خطاه، حبّة حنطة تموت في الأرض لتثمر قداسة، ومارون شفيع كنيستنا المارونيّة هو حبّة الحنطة الّتي رُميت في أرض النّسك والصّلاة فصار مدرسةً لآلاف النّظام الّذين اقتدوا به، فأسّسوا الأديار في هذه الأرض المباركة، أرض ​جبل لبنان​؛ ومن هذا النهج المبارك وُلدت ​الكنيسة المارونية​".

وشدّد على أنّ "اليوم، ووطننا يئنّ تحت أثقال أزماته المعيشيّة والماليّة والاقتصاديّة، وجبل لبنان الّذي حوّله تلاميذ مارون إلى واحة قداسة، يعاني ما يعانيه من نقص في العدالة ومن ​الفساد​ والإهمال. نرفع نظرنا إلى مارون الفقير، على مثال المسيح الّذي افتقر ليغنينا، طالبين منه العضد لأولاده ولجميع اللّبنانيّين، ليكون لهم دومًا الرّجاء الثّابت في كلّ اختبار ألم نمرّ به".