تزامنًا مع الذّكرى السنويّة الـ17 لاغتيال رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري ورفاقه، أشارت صحيفة "الشرق الأوسط"، إلى أنّ "رئيس الحكومة السّابق ​سعد الحريري​ يفاجئ محازبيه وجمهور تيار "المستقبل"، وللمرّة الأولى، بعدم الإطلالة عليهم بموقف سياسي في ذكرى اغتيال والده الّتي تحلّ اليوم، وتقتصر المناسبة بوقفة له أمام ضريحه، يحيط به حشد من أنصاره، ما يفتح الباب للسّؤال عن الأسباب الكامنة وراء إصراره على أن يلوذ بالصّمت، بخلاف ما كان يتوقّعه منه الوسط السّياسي للانطلاق في التحضير لخوض ​الانتخابات النيابية​؛ بعد أن ربط تشغيل ماكيناته الانتخابيّة بالموقف السّياسي الّذي يحدد فيه المسار العام للمرحلة السياسية في ضوء عزوفه عن خوضها".

وعلمت "الشرق الأوسط" من مصادر في "المستقبل"، أن "الحريري العائد أمس الأحد إلى بيروت قادمًا من أبوظبي، في زيارة خاطفة، ينأى بنفسه عن التدخل في العملية الانتخابية (أي صيامه عن الكلام)، انسجامًا مع موقفه الّذي أعلنه في السابق بتعليق نشاطه السياسي وبعزوفه عن خوض الانتخابات". وأكدت المصادر أن "عزوف الحريري عن خوض الانتخابات سيؤدي إلى إعادة خلط الأوراق، وإن كان يترك للنواب الأعضاء في كتلته النيابية من غير المنتمين إلى التيار الأزرق، الحرية في الترشح وإنما على مسؤوليتهم".

في سياق منفصل، لفتت إلى أنّه كان تردّد أنّ سفير ​لبنان​ السابق لدى الأمم المتحدة ​نواف سلام​، الذي عُين أخيراً قاضياً في محكمة العدل الدولية في لاهاي الذي، يدرس حالياً إمكانية خوضه للانتخابات في مواجهة اللوائح الانتخابية التي تتناغم مع محور الممانعة بقيادة "​حزب الله​"، لكن تبين بأنه غادر بيروت أمس للالتحاق بمقر عمله بعد قيامه بزيارة خاطفة التقى فيها مجموعة من الأصدقاء".

وعلمت الصّحيفة أن "سلام استطلع الموقف في زيارته الخاطفة لبيروت ولن يرضخ للابتزاز، وأنه لا نية له بالترشح ما لم يشكل نقطة للتلاقي بين الحراك المدني والبيئة السنية الحاضنة له".

لبنان يتجه لتمويل ​الكهرباء​ باقتطاع عوائد سندات الليرة "المنكوبة"

ذكرت "الشرق الأوسط، أنّ "الدولة اللبنانية تتّجه إلى تسجيل سابقة استثنائية في إدارة الدين العام، من خلال إضفاء صفة "شبه التعثر" على الديون الحكومية المحررة بالعملة الوطنية، بعد نحو عامين على إعلان التعثر الرسمي عن سداد موجبات سندات الدين الدولية المحررة بالعملات الأجنبية، ما يشي تلقائياً بانحدار أكثر حدة للجدارة الائتمانية للديون السيادية والمصنفة حالياً ضمن الخانة الأدنى للفئة (C)، أي في حالة التخلُّف عن السداد مع أمل ضئيل في التعافي".

وركّزت على "أنّها رصدت، وسط السجالات حول التباسات خلفتها جلسة مجلس الوزراء الأخيرة، توجساً كبيراً في الأوساط المالية ولدى حاملي سندات الخزينة بالليرة اللبنانية، من التبعات التي ستنجم عن اقتراح رئيس الجمهورية ​ميشال عون​ بعدم دفع الفوائد المترتبة على الديون الداخلية، لا سيما أن جزءاً مهماً من هذه السندات يعود لتوظيفات صندوق الضمان الاجتماعي وصناديق التعاضد والتعويضات العائدة لنقابات مهنية في القطاعين العام والخاص، إضافة إلى مؤسسات وأفراد اختاروا الاستثمار في الديون الحكومية بالليرة".

وبيّنت أنّ "وفق المحضر الرسمي لجلسة مجلس الوزراء، فقد لفت عون إلى أن "مشروع الموازنة يلحظ مبلغ 7600 مليار ليرة فوائد، منها 1200 مليار ديون طويلة المدى لمؤسسات دولية، ومبلغ 6400 مليار سوف تعود فوائد بنسبة الثلث للمصارف والثلثين لـ(مصرف لبنان)"، مع العلم بأن مشروع الموازنة لم يلحظ فوائد على "اليورو بوندز". وبناء عليه، يفترض عدم دفع فوائد على الديون الداخلية لمصرف لبنان والمصارف، أسوة بـ"اليورو بوندز"، وتوزيع مبلغ 6400 مليار بمعدل 2 - 3 للكهرباء (نحو 4266 مليار ليرة)، بدلاً من السلفة الملحوظة، والباقي زيادة معاشات للقطاع العام (نحو 2133 مليار ليرة)".

الحريري لكتلته: لا أسمح ولا أمنع

من جهتها، أكّدت مصادر مطّلعة لصحيفة "الجمهوريّة"، أنّ "الحريري يحافظ على الثوابت التي دفعته الى موقفه السابق بالعزوف عن العمل السياسي وعن الترشح في الانتخابات النيابية المقبلة".

وأفادت الصيحفة بأنّه "أثناء ترؤسه اجتماع كتلة نواب "المستقبل"، الذي عُقد بناءً على طلبهم لمعرفة التوجّهات إزاء المرحلة المقبلة، وخصوصاً التحضيرات الجارية للانتخابات النيابية في 15 ايار المقبل، كرّر الحريري موقفه السابق بتعابير مختلفة أدّت الوظيفة عينها. ونُقل عنه قوله للنواب خلال الاجتماع، انّه سيتحدث اليهم بصفته "أخاً" لهم متخلّياً عن موقعه كـ"رئيس" للتيار، ونصحهم بعدم خوض غمار الانتخابات النيابية بالنظر الى معلومات باتت في موقع الإقتناع بأنّ التطورات في البلاد تتجّه نحو الأسوأ، وانّ الوضع الى مزيد من التدهور، ولا حل في الأفق على أي مستوى اقليمي او داخلي ولا دولي، وخصوصاً إن بقي الجميع على مواقفهم. ولذلك قال لهم: "من الأفضل أن لا تكونوا مضطرين في موقع تتعرّضون فيه للشتائم والمسبات". وأضاف الحريري: "لست في موقع أن أمنع أو أسمح لأي كان بالترشح". وقال انّه يترك لكل منهم اتخاذ الموقف الذي يراه، وأنّ له شرطاً واحداً بألّا يكون اي قرار تحت مظلة "المستقبل" او باسم سعد الحريري".

الخليلان "عاتبا" ميقاتي... والموازنة أُحيلت إلى المجلس

بدورها، ركّزت صحيفة "الأخبار"، على أنّه "فيما انتهى خلاف ثنائي أمل - حزب الله مع رئيس الحكومة ​نجيب ميقاتي​ على "عتاب" لن يحول دون إحالة مشروع الموازنة إلى مجلس النواب، كانت بيروت مشغولةً أمس في تتبّع مواقف الحريري الذي وصل ليل السبت في زيارة تستمر حتى ظهر اليوم، ليشارك صباحاً في وقفة أمام ضريح والده، برفقة أركان العائلة والتيار، على أن يقتصر الأمر على قراءة الفاتحة، قبل أن يغادر إلى مقر إقامته في الإمارات".

وأشارت إلى أنّ "ميقاتي استقبل ليل أمس، المعاونين السياسيين للأمين العام لـ"حزب الله" ورئيس مجلس النواب حسين الخليل والنائب علي حسن خليل، على خلفية الطريقة الّتي "هرّب" بها رئيس الحكومة مشروع الموازنة في جلسة الحكومة الخميس الماضي"، موضحةً أنّ بحسب مصادر مطّلعة، فإن "ميقاتي سمع عتاباً من الخليلين على مجريات الجلس، وطريقة تمرير مشروع الموازنة ومحاولة إدراج بنود إضافية على جدول الأعمال، خلافاً للاتفاق الذي قضى بعودة الثنائي الى الحكومة بعد عودتهما عن المقاطعة".

الفرزلي يجسّ نبض الحريري

علمت "الأخبار" أن "نائب رئيس مجلس النواب ​إيلي الفرزلي​، زار الحريري، يرافقه النائب جمال الجراح، لحسم ما إذا كان سيترشح على لائحة النائب عبد الرحيم مراد التي ستضمّ رئيس مجلس الجنوب قبلان قبلان مرشحاً عن حركة أمل، أو في لائحة مع شخصيات مستقبلية تحظى بقبول ضمني من الحريري. غير أن الأخير أكد للفرزلي أنه ليس في وارد دعم أيّ لائحة في أي منطقة في الانتخابات المقبلة".