يُعاني مجتمعنا اللبناني من عدّة أخطار، وفي طليعتها عدم الإنتظام والتضليل والإنصياع والتجيير، ونحن في نسعى وبكل ما أوتينا من جهد وصداقات لإتباع مجموعة من الطرق حتى نتعامل مع حالات مجتمعنا اللبناني وفقًا للمستوى التي تتعامل فيه مؤسستنا مع باقي المجتمعات سواء أكانت عربية أو دولية، وتتخذ وبمعية العديد من الإختصاصيين إلى إستعمال طرق عديدة نختصر منها ثلاث خطوات سنتوّجه بها إلى مجتمعنا، وهي أولاً آلية خدمة الفرد ونعتمدها مرحليًا على صعيد المناطق الريفية حيث نعّد الخطط لإنماء الأرياف فكريًا وطبيًا ومعيشيًا، وهدفنا بقاء المواطن الريفي في أرضه يعيش حياةً كريمة، ثانيًا خدمة الجماعة وهي كناية عن خطة نعتمدها في الأقضية مضمونها إستحداث مراكز عمل يستفيد منها المواطن القاطن في هذا القضاء، ومنها على سبيل المثال الصناعات الخفيفة، تطوير الزراعة على أنواعها، ثالثًا آلية تنظيم المجتمع كي لا يبقى مفككّا ومنصاعًا لبعض المأجورين من السياسيين، وفي هذه الخطة نسعى من خلال التواصل عبر النوادي والحركات الثقافية العاملة على الأراضي اللبنانية والمرّخصة بموجب علم وخبر صادر عن السلطات الرسمية اللبنانية والتي لديها سجلاً ذهبيًا من الإنجازات المشهود لها في العطاء.

يؤلمنا أن نكون في مجتمع فاقدا للتنظيم، وهو مفكّك يُتاجر به أرباب ال​سياسة​ ويُضلّلونه غبّ الطلب، وهذه آفة سيطرت على مجتمعنا اللبناني للأسف وحوّلته مجتمعًا متسولاً فاقدًا لمنطق الإبداع، الذي كان من سمات أجدادنا وأبائنا. مجتمع مرتهن لهذا الزعيم وذاك، مجتمع منقسم على نفسه تُحركه دُمى سياسية أفقدته حرية التعبير، وصوّرته أمام أمم العالم مجتمعًا مفككًا عبئًا على كل المجتمعات. من هنا كانت فكرة التنظيم وهي وفق وجهة نظرنا ونظر من يعملون ضمن صفة الإستشاريّة في مؤسستنا بأنها الطريقة التي من الممكن للمجتمع عن طريقها تحديد حاجيّاته وغاياته وتنظيمها وفقًا لأهميتها، ثم عمليًا لتعزيز الثقة بين المواطن والدولة وحبّ العمل البّناء لمقابلة هذه الحاجات والأهداف، والوقوف على الموارد الداخليّة والخارجيّة التي تتصل بهذه الحاجات والغايات، ثم القيام بنشر مواضيع وبرامج تخصّها، ومن هذه الطريقة يتطوّر وينمو التعاون والمساعدة في المجتمع ويتحرّر كليًا من كل سياسي فاسد مرتهن، ولا يسعني إلاّ أن أذكر حادثة مؤسفة وردتني من أحد الأشخاص في قضائي (قضاء جبيل) حيث أفادني الشخص العزيز أنّ نسيبًا له أُدخل إحدى مستشفيات القضاء وهو يُعاني من أمراض مزمنة وبحالة صحية يُرثى لها، وبطبيعة الحال موارده المالية معدومة، ممّا إضطر أنسبائه إلى طرح الصوت حيث إستغلّ أحد النوّاب خطورة الوضع وأحال الملفّ الطبي إلى مؤسسة إنسانيّة، علمًا أنّ هذه المؤسسة تقوم بالمهام الإنسانيّة دون منّة أحد ولا ترفض طلبًا من أيٍ كان، وفي خلاصة القصة أنّ المرجع المسؤول منّن ذوي المريض بأنه ساهم وتواصل مع المؤسسة لتأمين مساعدة معينة. أقول هذا الكلام لألفت القارئ لو كان مجتمعنا منظمًا وفقًا للأصول لما كان أهل المريض بحاجة إلى أيّ مساعدة، ولما كان المرجع المقصود يدّعي الطوباوية في المساعدة لتوظيفها في إستحقاق ربما قد لا يحصل...

هدف مؤسستنا من عملية التنظيم Community Organization لإتخاذ تدابير للتأثير على السياسات والثقافات المحيطة بمجتمعنا النازف، بحيث تجمع الناس لمعالجة القضايا التي تهمّهم، وتقوم بوضع خطط لتحديد كيف يمكن تحسين أداء مجتمعهم، وعادة ما يكون لديهم الهيكل أو القواعد أو كيان قانوني محدّد، وهذه الأمور غير موجودة في لبنان نظرًا للفوضى العارمة التي تترافق مع سير العمل السياسي، والذي تحكمه طبقة سياسية فاسدة مأجورة. هدف المؤسسة التوعوي هو التدريب على الإدارة للمجتمع اللبناني، والأمر يتخطى أغراض التدريب المحافظ أو التقليدي مثل نقل المهارات ورفع الوعي والتشجيع، واستخدام التنظيم للتدرُّبْ على ممارسة إدارة رشيدة كوسيلة وإعادة الهيكلة لإتخاذ القرارات الصائبة والمشاركة في الأفعال الفاعلة والمؤثرة... وللبحث صلة.