أشار المفتي الجعفري الممتاز الشّيخ ​أحمد قبلان​، إلى أنّ "البلد في عين الأزمات، والمعارك السياسيّة ضارية، والملفات الإقليمية الدولية حاضرة في البلد، على شكل كيانات مالية وإعلامية ونقدية وسياسية، والضغط موجّه بدقة نحو حاجات الناس الرئيسية، وهناك من يضع مصالح الناس بين أسنانه والخطورة البالغة من الذئاب التي تترعرع بين المكاتب".

وركّز، خلال إلقائه خطبة الجمعة في مسجد الإمام الحسين في برج البراجنة، على أنّه "لأن البلد مكشوف مالياً ومعيشياً ونقدياً، وهو يعيش على سرطان الاستيراد، فالمطلوب من السلطة أن تبادر للبننة ما أمكنها، وليس أن تدفن رأسها بالرمال، لأن البلد الذي يعيش على الاستيراد يتحول فريسة مع كل أزمة أو خضة دولية وإقليمية، ومن غير المسموح أن تقول وزارة الاقتصاد نحن بأزمة رغيف خبز لأن الأزمة الأوكرانية طالت الرغيف ال​لبنان​ي، فقط لأن وزارة الاقتصاد هي آخر من يعلم بالأزمات".

وشدّد المفتي قبلان على أن "الحكومة ليست عدّاد مال، وليست حكومة ضرائب، بل هي حكومة أزمة، ويجب عليها أن تدير الأزمة بشكل صحيح، وفقاً للأولويات الوطنية وقبل وقوع الأزمة. فالمطلوب اجتراح الحلول وليس التسوّل على الموتى".

وبخصوص ​الكهرباء​، أكّد أن "المطلوب وطن على الأرض وليس وطناً على الورق، كفانا أكاذيب على هذا الشعب المظلوم، وقصّة الرسوم الهستيرية على خدمات الدولة ليست إلا خوّة على شعب مظلوم ومنهوب".

أما بخصوص أزمة ​أوكرانيا​، فلفت إلى أن "من الواضح جداً من اللحظة الأولى، أن الأمور متجهة نحو حرب سريعة، وعلى عادة الأميركي سيبيع أوكرانيا بحزمة عقوبات من ورق. لذلك كان المطلوب من ​الحكومة اللبنانية​ التفكير بوسائل حماية تخفيفية بخصوص ​النفط​ و​القمح​، وكل ما يتعلق بفورة الأزمة الأوكرانية، لكن الحكومة اللبنانية على عادتها تندب بين أشلاء أبنائها".

كما نبّه إلى أن "البلد مقبل على انتخابات نيابية يتداخل فيها المحلي بالإقليمي والدولي، لذلك فإن ثمن المواجهة في هذه الانتخابات سيكون كبيراً وحساساً للغاية. والمطلوب منا كلبنانيين أن نثق ببعضنا، وليس بعوكر، لأن ​واشنطن​ تجيد بيع متعامليها ببخس الأثمان، كما فعلت بأفغانستان وأوكرانيا، والانبطاح يضع البلد والقرار الوطني في مهب الرياح، والسياسة الطائفية تخدم الفوضى"، مشدّدًا على أنّ "​المقاومة​ التي استعادت لبنان لم تشطب تاريخ أحد، بل حوّلت ترسانتها سياجاً لوطن تتربص به الكواسر، والإلغاء ليس موجوداً في قاموس من قدّم لنا وطناً من ذهب، وحماية لبنان تتوقف بشدة على المقاومة، وحماية المقاومة تبدأ من المقاعد النيابية".

وأوضح قبلان أن "الموقف هو كما حدّده الإمام المغيب ​موسى الصدر​، لبنان أولاً وثانياً وثالثاً، والمسيحي قبل المسلم، والحق الوطني فوق كل اعتبار، والشراكة الوطنية سقف لبنان. وعليه لن يكون لبنان إلا وطن السيادة الممنوعة على تل أبيب وحلفائها، والشهادات الوطنية تعطى من شلعبون وقوافل الشهداء المقاومين، والتحرير الأسطورة عام 2000 يحتاج خطوات شجاعة لتحقيق التحرير المالي والاقتصادي، وما يجري الآن حرب لكن بلا صواريخ، والخيار وطنياً وسياسياً وانتخابياً موسى الصدر بنسخة الثنائي الوطني، الذي كان وما زال الفدائي الأكبر للمقاومة، والتنمية والتحرير، والسلم الأهلي، والعيش المشترك، فضلاً عن حماية لبنان وتكريس سيادته واستقلاله".