أكّدت السّفيرة الفرنسيّة في ​لبنان​، ​آن غريو​، خلال إطلاق وزير الثّقافة محمد وسام المرتضى فعاليّات شهر الفرنكوفونيّة، إلى أنّ "هذا الشهر الفرنكوفوني هو أيضًا شهر عمل سياسي، لأنّنا عندما نتحدّث عن الفرنكوفونيّة واللّغة الفرنسيّة والتعدديّة اللّغويّة والتنوّع الثّقافي والحوار المثمر والأخوي بين اللّغات والثّقافات والشّعوب، فإنّنا نتحدّث عن لبنان، عن التعدديّة والتنوّع الّذي يشكّل هويّة هذا البلد، تفرّده في المنطقة والعالم. ومع ذلك، هناك خطر اليوم من أنّ الأزمة والانهيار الوحشي الّذي يمرّ به هذا البلد، سيسلب أيضًا جزءًا من هويّته".

وأشارت إلى أنّ "بصفتي سفيرة ل​فرنسا​، فإنّ هذا المنظور لن أقبله، بالنّسبة لهذا البلد الشّقيق، على مفترق طرق وتاريخه الّذي يجب أن يظلّ ركيزةً أساسيّةً للأسرة النّاطقة بالفرنسيّة"، موضحةً أنّ "إحياء هذه الفرنكفونيّة هو بُعد سياسي قوي وملموس لمهمّتي في لبنان. أنا أعمل على ذلك، أستمع وأعمل معكم". وذكرت "أنّني على وجه الخصوص، أعمل على الاستثمار المستمرّ والحازم، حيث تتجذّر الفرنكوفونيّة من أجل الثّقافة والتّعليم، وهما مجالان تستمدّ منهما روابطنا الإنسانيّة والعاطفيّة قوّتها والثّقافة، لأنّ اللّغة الحيّة يجب أن تكون لغة إبداعيّة".

وركّزت غريو على أنّ "الفرنسيّة الّتي نتحدّثها جميعًا اليوم هنا، هي مرادف للإبداع المشترك"، مبيّنةً أنّ "الاستثمار في الثّقافة هو أيضًا الاستثمار في التّعليم، لأنّ إحياء الفرنكوفونيّة يبدأ من خلال تسهيل وصول جميع اللّبنانيّين إلى تعليم جيّد باللّغة الفرنسيّة. ومن المهمّ أن تتمكّن جميع البلدان والمؤسّسات النّاطقة بالفرنسيّة الموجودة في ​بيروت​، من مواصلة هذا الالتزام بدعم قوي من ​المجتمع الدولي​". وكرّرت أنّه "تحدّ لمستقبل هذا البلد، لأنّنا مقتنعون بالفائدة الّتي يمثّلها هذا التّعليم النّاطق بالفرنسيّة -وبالتّالي متعدّد اللّغات- لجميع الشّباب اللّبناني. لبنان لديه الكثير ليقدّمه للفرنكوفونيّة، ولعالم الإبداع والأفكار المكمّلة له".

وشدّدت على أنّ "فرنسا تواصل دعمها القوي للمدارس و​الجامعات​ اللبنانية، الّتي توفّر التّعليم النّاطق بالفرنسيّة. إنّ الثّقافة والتّعليم متجذّران في الشّباب، الّذي سيكون مسؤولًا عن كتابة كلّ من تراث ومستقبل هذه الفرنكوفونية الّتي نتشاركها". ولفتت إلى أنّ "للقيام بذلك، نحن ندرك أنّه يجب على العالم النّاطق بالفرنسيّة اليوم، أن يستفيد أكثر من أصوله تجاه الشّباب وجاذبيّته وإبداعه في جميع المجالات. أنا مقتنعة بأنّه يجب أن نحاور أكثر وأكثر الشّباب اللّبناني الّذي ينتظر ذلك، ويجب أن تصبح الفرنكوفونيّة مرادفًا لمشاريع مدنيّة".