لفت المفتي الجعفري الممتاز الشّيخ ​أحمد قبلان​، إلى أنّ "في بلد ك​لبنان​، يكفي أن تجتمع القيم المسيحيّة بالقيم الإسلاميّة، كأساس للدّعوة السّماويّة والمنطق السّياسي الاجتماعي، حتّى يكون البلد بألف خير، لأنّ الشّراكة بين المسيح والنبي محمد ذروة الكمال، ويا ليت الطّوائف السّياسيّة تتّخذ محمدا والمسيح مرجعيّة وطن وإنسان؛ لأنّ ما نعانيه من كارثة إفلاس ونهب وصفقات ومزارع وإقطاع سببه تضييع الرّسالات السّماويّة".

وأشار، خلال إلقائه خطبة الجمعة في مسجد الإمام الحسين في برج البراجنة، إلى أنّ "البلد لا شكّ ولا ريب أنّه تعب جدًّا جدًّا، ومصيره غامض ماليًّا ونقديًّا، وشحّ المعلومات عمّا يقوم به كارتيل المصارف والمركزي يزيد القلق بشدّة، خاصّةً أنّ الحكومة آخر من يعلم". وتوجّه إلى الحكومة والقوى السّياسيّة بالقول: "إذا أردتم أن تعرفوا إلى أين لبنان نقديًّا، يجب أن تعرفوا ماذا يجري في كواليس ​المصرف المركزي​ والمصارف المحليّة".

ورأى المفتي قبلان أنّ "البلد ما زال يهوي عموديًّا، والكارثة المعيشيّة تتفاقم بشدّة، و​الموازنة​ "القنبلة" الّتي أصبحت في المجلس النيابي ستحدّد بأيّ قاطع سيكون لبنان. ونصيحة من القلب، إيّاكم ومساواة الفقراء والأثرياء، لأنّ هدير أنين الفقراء يكاد يحرق البلد". وأوضح أنّ "البلد متّجه نحو انتخابات نيابية قريبًا، وموقفنا هو التّالي: نحن مع المسيحي الوطني والمسلم الوطني، نحن مع كلّ من يحمي لبنان ويعزّز استقلاله وعيشه المشترك وسلمه الأهلي، ولا نريد مرشّحي رئاسة مهرّجين بيد ​واشنطن​؛ وما يجري في المنطقة والعالم سينعكس قطعًا على المنطقة".

وشدّد على أنّ "لبنان بلد مستورد ومفلس ومكشوف للغاية، ووضع النّاس كارثي، لذلك المطلوب من ​الحكومة اللبنانية​ أن تكون كتفًا للّبنانيّين، لأنّ ما يجري بين ​روسيا​ و​أوكرانيا​ شكّل صدمةً كبيرةً في أسواق ​النفط والغاز​ والحبوب وغيرها، والمطلوب من الحكومة ورقة علاجيّة لا ورقة نعوة".

وخطاب القوى السّياسيّة اللّبنانيّة قائلًا: "ما يجري في أوكرانيا وصفة حرب أميركيّة حوّلت أوكرانيا من جار شريك لروسيا، إلى جار عدوّ ودشمة أطلسيّة، والآن الأميركي والأوروبي مشغول بإحصاء الجنائز ودمار المدن والبكاء على أطلالها. لذلك، نصيحتي للقوى اللّبنانيّة، إيّاكم ولعبة عوكر، لأنّها لا تجيد إلّا لعبة الفوضى الّتي لا يربح فيها إلّا الموت والخراب".