أطلق وزير البيئة ​ناصر ياسين​ ووزير الزراعة ​عباس الحاج حسن​، خلال مؤتمر صحافي في قاعة المحاضرات في ​دير مار مارون عنايا​، في حضور ممثل وزير السياحة ​وليد نصار​ عماد فرحات، الخطة الاقليمية للادارة الاستراتيجية للغابات في ​قضاء جبيل​، في اطار تحييد تدهور الاراضي للمناظر الطبيعة الجبلية في لبنان، والممول من برنامج ​الامم المتحدة​ الانمائي.

واعتبر الحاج حسن في كلمته، أن "الموضوع الذي نناقشه، توسيع المساحات الخضراء والحفاظ على الغابات، هو تنمية مستدامة بكل ما للكلمة من معنى، فلا نستطيع ان نترك الانسان ثابتا في أرضه وانسانيته، ان لم يكن هناك تنمية مستدامة كاملة ومتكاملة"، مشيرً إلى أن "هذه التنمية تحتاج لامرين لا ثالث لهما، اولا ارادة الشعوب الموجودة، وثانيا المساعدات من قبل الهيئات الحاضنة".

وشكر الـ"UNDP الشركاء الحقيقيين"، داعيًا "جميع الشركاء الذين ينتظرون لتقديم المساعدات، الى البدء بتقديمها فنحن واياهم شركاء حقيقيون قادرون على ان نصنع في هذا الوطن مستقبلنا بمساعدتكم، ولا يمكن لنا الا ان نتحدث عن هذه الشراكة".

وذكر الحاج حسن، أن "الشراكة في الدين والعائلة وال​سياسة​ هي الاساس، وإذا أردنا الحديث في السياسة، بعيدًا من المشروع بشكل كامل ومن توسيع المساحات الخضراء، وتثبيت المواطنين وآلية وكيفية أن يكون لبنان اساسيًا في موضوع التغير المناخي والمساعدة في هذا الاطار، نقول اننا في السياسة ايضا ندعو الى شراكة حقيقية".

واكد أن "موضوع التغير المناخي وتوسعة المساحات الخضراء والغابات مشروع ممتاز، وكم اتمنى ان يكون هناك في جبيل ومرجعيون وبعلبك الهرمل و​النبطية​ وفي كل هذا الوطن الصغير بمساحته والكبير بدوره، سنعمل على تعديل القوانين اذ لا يجوز ان نقيم مساحات خضراء في ظل التعديات الموجودة التي ترتقي الى مرتبة الجريمة بحق الوطن".

ولفت الحاج حسن، إلى انه "صحيح ان هناك مبررات محقة والوزارة أعطت أذونات للتشحيل في ظل انقطاع المازوت وارتفاع الاسعار، ولكن يجب ان يكون هناك حد ادنى من الضمير، اذ لا يجوز قطع الاشجار التي يعود عمرها، الى اكثر من 400 سنة، ويعاقبك القانون بمحضر بقيمة مليوني ليرة، فما هي هذه النكتة والفزلكة العقيمة".

وأوضح "أننا نحتاج الى قوانين زاجرة في هذا الخصوص"، كاشفًا انه تلقى وعدًا من وزير العدل هنري الحلو، بأن تكون الامور صارمة اكثر، وان كل من يقطع شجرة يدخل الى السجن اسبوعا، وان يسجل على السجل العدلي انه مواطن غير صالح".

وهنأ الحاج حسن، وزير التربية، على "ما تقوم به في وزارتك وافتخر ان اكون الى جانبك، فالحكومة قوية بك وبأمثالك، ونحن يدا واحدة وقلبا واحدا رغم كل المطبات. كما شكر برنامج الامم المتحدة الانمائي لايمانه بان هذه المناطق لا يمكن ان تكون بخير ان لم يكن لبنان بخير"،

بدوره، وجه الوزير ناصر ياسين، "تحية للمرأة في يومها العالمي، لا سيما الموظفات والعاملات في وزارة البيئة، واللواتي يعملن على مواجهة التحديات البيئية والتنمية المستدامة في مناطقهن".

وأكد أن "اطلاق الخطة الإقليمية للإدارة الإستراتيجية للغابات في منطقة جبيل، تترجم السياسات الحرجية الوطنية إلى خطة عمل واضحة معدة بعناية للغطاء الحرجي في المنطقة ولتنظيم الأنشطة الحرجية لفترة زمنية محددة"، موضحًا أن "المستخدمين الأساسيين هم أولئك المشاركون في تخطيط الغابات، وإدارتها على المستويات الاستراتيجية".

ولفت ياسين، إلى أن "رؤية الخطة تتمثل في تشكيل مستقبل تكون فيه الغابات، في قضاء جبيل حيوية ومنتجة ومتعددة الوظائف، حيث تساهم الغابات بشكل فعال في التنمية المستدامة، من خلال ضمان رفاهية الإنسان، والبيئة الصحية والتنمية الاقتصادية"، موضحًا أنه "تقدم الخطة قائمة إرشادية بمشاريع التطوير والتنفيذ، على المستوى المحلي في قضاء جبيل، بهدف تعبئة موارد مالية متزايدة بشكل كبير وجديدة وإضافية، من جميع المصادر من أجل تنفيذ الإدارة المستدامة للغابات وتعزيز العلوم والتقنيات والتكنولوجيا والتعاون والشراكات، وهي مع الخطة المحلية للإدارة الإستراتيجية للغابات في منطقة عكار اول خطة محلية لادارة الغابات في لبنان".

وأشار إلى أن "أهمية الاستثمار في المحميات والاحراج، لما له من عائد مالي كبير، اذ ان كل استثمار بمليون دولار، يعطينا عائدًا بيئيًا وصحيًا واقتصاديًا بـ19 مليون دولار"، مشيرًا الى أن "الغابات هي ايضًا أمر استراتيجي في خطة التعافي القادمة".