أثبتت نتائج إستطلاعات الرأي التي اجراها مركز الاستشراف الاقليمي للمعلومات في دائرة المتن الشمالي وجود تأييد شعبي لقوى التغيير، تستطيع من خلاله تأمين حاصل إنتخابي مع كسر قد يفرض لها نائباً ثانياً في حال قدّمت لائحة متنية واحدة مستقلة.

فهل تستطيع الشخصيات والمنظّمات المنضوية تحت لواء "قوى التغيير" توظيف الحالة الاعتراضية الشعبية في المتن الشمالي لمصلحتها؟

لا يبدو ان الفاعلين في "قوى التغيير" يتجهون الى توحيد لائحتهم، لسببين أساسيين:

أولاً، محاولة الوزير السابق شربل نحاس فرض مرشحين لخدمة المشروع السياسي لمجموعته "مواطنون ومواطنات"، وهو قام لأجل ذلك "بإستيراد مرشحين" من خارج المتن الشمالي لترشيحهم في هذه الدائرة، برز من بينهم إسم الاعلامي جاد غصن، مما أدى الى معارضة خطوة نحاس بشدة.

ثانياً، عدم حصول إتفاق بين اركان تلك القوى، في ظل تعدد الطامحين للترشح(تجاوز العدد عشرين اسماً مطروحاً)، إضافة إلى غياب الخطوات الجدية بشأن تحديد اسماء لائحة واحدة.

يقول مطّلعون على كواليس "قوى التغيير" في المتن الشمالي ان هناك محاولة فرض يقوم بها نحّاس "تستفز" الآخرين، خصوصاً ان "يسارية" توجهاته لا تلقى رواجاً عند الناخبين المتنيين.

ويستند اصحاب هذا الرأي إلى نتائج استطلاعات للرأي بيّنت تراجع تأييد نحاس في المتن الشمالي، خصوصاً انه لم يحسم قراره بالترشح شخصياً في هذه الدائرة.

بالإنتظار، يرفع النائب السابق غسان مخيبر سقفه السياسي الى حدود طرح وحدة لوائح "قوى التغيير" على صعيد كل الدوائر في لبنان، وهي غاية سياسية منتجة، لكن هل لا زالت المهلة الزمنية الفاصلة عن الانتخابات تسمح؟

قد تكون اولى الخطوات هي توحيد لائحة "قوى التغيير" في المتن الشمالي، فماذا ينتظر مخيبر ووليد ابوسليمان وسلمان سماحة وآخرون مطروحون للترشّح ضمن لائحة "قوى التغيير" المستقلة كلّياً عن الحزبية؟

اذا كان المتنيون اظهروا خلال استطلاعات الرأي تأييدا شعبياً وازناً للائحة المجتمع المدني، فإن المرشحين المستقّلين الذين يدورون في فلك الحالة الاعتراضية عاجزون عن فرض لائحة.

فهل ينتظر القيّمون نهاية مهلة تقديم الترشيحات، قبل غربلة الاسماء؟ يبدو الأمر يسير في هذا الاتجاه لمقارعة لوائح حزبية: لائحة التيار الوطني الحر، لائحة الكتائب، لائحة القوات، لائحة ميشال المر والطاشناق والقومي.

وفي حال لم تستطع "قوى التغيير" تأليف لائحتها الموحّدة، فإن المقعد او المقعدين سيكونان للوائح الأحزاب، كما حصل عام 2018.