العميد ريمون إده عظيم من بني أمتّي اللبنانية العظيمة، ومع كل إستحقاق نفتقد علمًا من أعلام التشريع في بلادي، إدّه كان الخطيب الأبرز في المجلس النيابي ويتمتّع بسرعة الحفظ وقوة الذاكرة والمرافعة المدمغة بالوقائع القانونية والدستورية، وله مئات القوانين المحفوظة في مكتبة المجلس النيابي منها ما هو معمول به ومنها قيد الحفظ والدرس لغاية اليوم.

ريمون إده عظيم من بني أمتي اللبنانية العظيمة قلّما يمر مثله في الندوة النيابية، وكم يفتقده هذا المنبر المُتكلِّمْ بإسم الشعب وللشعب فقط.

في تلك الأيام كان في جعبة الندوة النيابية عظيم وهو العميد إده، منذ وجوده في الندوة النيابية أحدث فرقًا وإنتهى زمان المجلس وزمان الرجال غداة مغادرته لبنان وعندما أسلم الروح في منفاه... العظيم مثلك لا ينساه الجبيليّون ولا ينساه اللبنانيّون، ولا ينساه الإعلام الحر ما حُيِيَ ضمير، يُخلده الفكر السياسي السليم أبدًا، وأضحيت مرجعًا لبعض الباحثين بعلم ال​سياسة​ والتشريع... مثلك من الرؤساء والملوك العظماء فلا تتسّع الساحة إلاّ لواحدٍ فقط هو أنت يا عميد.

ريمون إده عظيم من بني أمتي اللبنانية العظيمة ملكتَ الكثير من القلوب والساحات وفهمتها أكثر من أصحابها الطارئين الآتين بإسم النيابة الزائفة، صنعتَ كثيرين ووضعتهم أمام عروش الكلمة التي تُعنون لغاية اليوم بأنهم "أولاد الفكر الكتلوي"، وما همّك إن أثنوا بالشكر على الفعل وإن بادلوا الكرم باللؤم والغدر، فأنتَ العارف يا عميد أنك إنْ أكرمت إنسانًا لئيمًا تمرّد وإن أكرمت كريمًا ملكته. ها هما اليوم يتنقلان بين ضفاف اللاسياسة والإستسلام والعنجهية والكذب والرياء وحب المصالح الخاصة وتزوير إرادة الناس عبر الوعود الكاذبة، وبكل وقاحة يستذكران أمجاد الكتلة وعنفوان العميد وهما بعيدان كل البُعد عن نهج العميد ريمون إده وصوابيّة أفكاره وطروحاته التي حاربها من يتلطيان وراء عباءتهما من أحزاب تفتقد معنى الديمقراطية والحسّ الوطني والولاء المطلق لوطن الإنسان لبنان... لا بل يتماديان ويُعلنان أنهما على إستعداد للعمل لمصلحة الشعب والقضاء، بينما القضاء وبكل أبنائه يخجل من أفعالهما وتصرفاتهما... نعم لقد فُرِضا فرضًا على الناخبين بالتضليل والتزوير وقلّة الوفاء.

ريمون إده عظيم من بني أمتي اللبنانية العظيمة، لا تجوز وقفة الحياد والتلوّن والثعلبة، فأنتَ معه حتى العظم، أو أنتَ ضدّه حتى كسر العظم، فإختارا أن يكونا ضدّه وضدّ ثوابته حتى العظم... مؤيدو العميد، محبذّو سياسته ومبادئه ممّن هم من جيلي يغالون لغاية اليوم في تأييد مبادئه وتطلعاته السياسية، ويتطرقون إلى ما آلت إليه الأمور اليوم، هو الزعيم الوطني الذي قـلّ نظيره السياسي الشريف الجريء صاحب القوانين الصادقة، الشجاع في زمن الإنهزام، هو الذي لو عُمِلَ بما طالب به في حينه من إستقدام "للبوليس الدولي" على ما كان يقول لكُنّا قد تجنبّنا حربًا لا طاقة لنا على تحمُلها ولَما كنّا عرفنا منطق الميليشيات ولا ألفنا صور السلاح غير الشرعي يأتينا من كل حدبٍ وصوب، ولما كُنّا قد خسرنا الآلاف من خيرة شبابنا الذين كانوا في تلك المرحلة يفتقدون للخبرات العسكرية القتالية...

أقول هذا الكلام ومستذكرًا قضية السلاح اللاشرعي الحالي الذي يفتك بالنظام الديمقراطي والذي يُواليه أحد النوّاب، الذين في زمن العميد كان أهله من المحسوبين على فكره السياسي، ولو أتانا العميد اليوم لأنّبه طالبًا منه الإنكفاء رحمة بالوطن وبالقضاء وطلب منه الكف عن التلوّن وإحترام سيادة البلد الذي هو مُلزم بإحترامه.

ريمون إده عظيم من بني أمتي اللبنانية العظيمة شكّلت في ماضيك المُشرِّفْ ظاهرة غير مألوفة في السياسة اللبنانية كنت ضمير لبنان، وكنت الصوت الصارخ وكنت الزعيم، الذي نبذ المناخات العشائريّة والمنفعية والطائفية والمذهبية... كم نحن بحاجة لفكرك ونهجك وقلمك المُشرّع في لبنان وفي قضائنا... لقد مات التشريع ومات الحق لتحيا السياسة الكاذبة وليحيا التوريث السياسي وليحيا الغدر بأشخاص لم يكونوا على قدر المسؤولية...

عميدنا ضمير لبنان كنتَ وستبقى هذا الضمير الحيّ في قلوبنا، عسانا نُدرك معنى الوفاء لرجل قــلَّ نظيره ولمُشرع إفتقده المجلس النيابي... وإلى اللقاء يا عميدنا في وطن أردته حرًا وبرلمانًا أردته للتشريع ولمصلحة الناس، ويا خجلي من أشخاص يدّعون تمثيل قضائنا في الندوة النيابية وهم الذين خانوا مبادئ ضمير لبنان.