لفت وزير الإعلام ​زياد مكاري​، بعد لقائه البطريرك الماروني الكاردينال ​مار بشارة بطرس الراعي​، في الصرح البطريركي في ​بكركي​، إلى "أنّني تحدّثت مع البطريرك الرّاعي بإسهاب عن السّياق السّياسي العام الّذي يمرّ فيه البلد، وعن نيّتي ورغبتي في أن أكون صوت النّاس في هذه الحكومة".

وأشار إلى أنّه "لا يُخفى بأنّ أمام هذه الحكومة ملفّات وتحدّيات كثيرة، لكن أمامها استحقاق أساسي ومفصلي ألا وهو ​الانتخابات النيابية​ المقبلة الّتي نتمسّك بإجرائها. فهي فرصة متاحة أمام النّاس لينتخبوا من يرونه الأفضل، للخروج من الأزمة وتمتين مسيرة التّعافي"، موضحًا أنّ "من هنا، كان التّركيز على مسؤوليّة الإعلام في إيصال صوت النّاس وهمومها المعيشيّة (من تعليم، وصحّة...)، كما في ترسيخ المساحة الإعلاميّة للخطاب الّذي يناقش البرامج، فيعي النّاخب الخيارات المتاحة له بعيدًا عن الاصطفاف الطّائفي والمناطقي الضيّق".

وتمنّى مكاري أن "لا تمرّ ​الحملات الانتخابية​ لدى بعض الأحزاب من باب فتح الماضي البغيض، خصوصًا وأنّ هذا الصّرح شهد مصالحةً تاريخيّةً في العام 2018، نعتبرها آخر مصالحات الحرب الأهلية وخاتمتها. فالعودة إلى الماضي ليس فتحًا للجراح فقط، وتنصّلًا من شرف ومروءة المصالحة، إنّما هو هروب من المسؤوليّة أمام المواطن اللّبناني من خلال مقاربات تثير العواطف والغرائز".

وشدّد على أنّ "العودة إلى الماضي تنسينا الحاضر وتلهينا عن الأزمة الاقتصاديّة والمعيشيّة الخانقة الّتي يعيشها المجتمع ال​لبنان​ي، والّتي هجّرت من هجّرت إلى خارج الوطن، وغرّبت الكثير من من بقي في هذا الوطن. وكلّنا أمل أن تبقى مهمّة الحفاظ على لبنان، القاسم المشترك بين جميع القوى السّياسيّة".

وعن دور وسائل الإعلام في الانتخابات النيابية المقبلة، طلب مكاري "التّعاطي بإيجابيّة مع الملف الانتخابي، والتّنافس بديمقراطيّة وتهدئة النّفوس من دون إثارة الغرائز والنّعرات، لكي تمرّ المرحلة بسلام وأمان". وعن خشيته من عدم إجراء الانتخابات أو من أيّ حدث قد يؤدّي إلى تأجيلها، أكّد "أنّنا نحضّر لإجراء الانتخابات النيابية في موعدها، إنّها قائمة في المبدأ، أمّا إذا حصل أي حدث أمني لا سمح الله، فلا يمكن التكهّن في هذا الموضوع منذ الآن".