أكّد المفتي الجعفري الممتاز الشّيخ ​أحمد قبلان​، أنّ "المطلوب الأوّل والأخير هو العدل، العدل الّذي يتناسب مع الإنسان كقيمة وجوديّة، وقداسة فرديّة واجتماعيّة في عالم الأرض والمخلوقات، وهو رأس مطالبنا في هذا البلد، الّذي تمّ تفخيخه بدستور طائفي ووظيفة تشغيليّة للدّولة، أسّست لأسوأ موجة من ​الفساد​ السّياسي المالي".

وأشار، خلال إلقائه خطبة الجمعة في مسجد الإمام الحسين في برج البراجنة، إلى أنّ "لذلك، ونحن في قلب الموسم الانتخابي، أناشد اللّبنانيّين الاندفاع بقوّة وبكلّ إمكاناتهم للمشاركة في أهمّ وأخطر موسم انتخابي، لأنّ التّغيير الكبير يمرّ بكثافة الاقتراع، ومن يريد ​لبنان​ مختلفًا، عليه أن يشارك بقوّة قياسيّة لا أن يعتزلها".

وركّز المفتي قبلان على أنّ "المشاركة ب​الانتخابات النيابية​ أكبر واجب وطني وأخلاقي، وخيانة البلد حرام، والتّغيير يمرّ بصناديق الاقتراع، والخيارات الوطنيّة الكبيرة بين أيديكم أيّها اللّبنانيّين، واليوم انتخابات نيابية، وغدًا تشكيل حكومة، ثمّ انتخاب رئيس جمهوريّة، وشكل لبنان السّياسي والقرار الحكومي يتوقّف على نتيجة صناديق الاقتراع". وأوضح أنّ "الخلاص من الكارثة النقديّة الماليّة المعيشيّة والحصار الخانق وتحديد موقع "لبنان أين"، يتوقّف على أكبر وأوسع مشاركة انتخابيّة. فهذه الانتخابات ببُعدها الخارجي بمثابة حرب وطنيّة، ويجب أن يربح شعب لبنان هذه الحرب".

وفي ما خصّ موضوع ​المصارف​، شدّد على أنّ "كارتيل المصارف مارس ويمارس أسوأ عمليّة نهب طالت ودائع اللّبنانيّين، وكشفت البلد والناس عن أسوأ إفلاس وكارثة معيشيّة، والمطلوب محاسبة هذا الكارتيل، ولكن بطريقة تضمن حقّ المودعين وإمكانيّة النّهوض بالبلد، بعيدًا عن أساليب الانتقام الارتجاليّة".

وطالب الحكومة بـ"الاقتناع بأنّ البلد في ورطة، وأنّه بلد مفلس، وأنّ هناك من نهبه، وهناك من يحتكر أسواقه وأرزاقه ونفطه وسلعه الأساسيّة، فالمطلوب من الحكومة إدارة الأزمة، لا أن تستمرّ في البكاء على الأطلال، وأوّل خطوة باتجاه الإنقاذ تبدأ من خلال الاستيراد الحكومي المباشر لكلّ السّلع الأساسيّة، بما فيها النّفط والدّواء والطّحين، لأنّ كارتيل التّجار أخطر وأسوأ من طغيان إبليس".

كما أكّد قبلان أنّ "المطلوب هو ألّا ندفع ثمن حرب ​أوكرانيا​ للتّجار، والاستقلال الغذائي يمرّ بزراعة ​القمح​، فقوّة البلاد من قوّة زراعاتها، وأمن الرّغيف يبدأ من كسر الاحتكار واللّعب بالأسعار؛ وكبح نفوذ الكارتيلات ضرورة ماسّة لإنقاذ ​الشعب اللبناني​ من وحشيّة التجّار". وذكر أنّ "مع حرب أوكرانيا، اتّضح للعالم أنّ ​واشنطن​ وأذنابها ليسوا أكثر من تجّار خراب ودمار، وأنّ البلد الّذي يغامر لصالحها يتحوّل حطبًا، كما أنّ البلد الّذي لا يملك قوّةً ذاتيّةً لن تقاتل عنه دول المقامرة الغربية".

توجّه إلى اللّبنانيّين بالقول: "بلدكم قويّ ب​المقاومة​ وبترسانة استراتيجيّة حوّلت ليل تل أبيب إلى نهار، والخوف اليوم في تل أبيب وليس في بيروت، والمطلوب تأمين سيادة لبنان النقديّة والاقتصاديّة، وحماية القرار السّياسي من الابتزاز الأميركي الأوروبي، والشّعار الرّئيسي في الانتخابات اليوم تأمين أغلبيّة نيابيّة وطنيّة لاقتلاع أي سيطرة للغرب الأناني عن لبنان، وأخذ قرارات مصيريّة باتجاه الشّرق، وتنفيذ أكبر العروض الإنقاذيّة، سواء من الصين أو من روسيا أو إيران، أو أي بلد حريص على وطننا".