اعلنت جهات إسرائيلية أمنية اليوم الأحد، إنها قامت بإحباط محاولة ل​حزب الله​ بتهريب سلاح ومخدرات إلى الجليل وتنفيذ عمليات عسكرية بالتعاون مع أربعة ​فلسطين​يين من الداخل، بعد التوافق معهما في تركيا وكل ذلك برعاية إيرانية.

وبعد رفع أمر منع النشر، كُشف اليوم عن اعتقال أربعة فلسطينيين من الجليل بشبهة محاولة مساعدة حزب الله في تهريب السلاح والمخدرات إلى إسرائيل بهدف تشكيل "خلايا نائمة" تابعة لحزب الله في البلاد، تساعده في مساعيه للمساس بقيادات إسرائيلية سياسية وعسكرية.

وطبقا لبيان الجيش والشرطة الإسرائيليين ولائحة اتهام ضد المتهّمين، فقد تم توكيل المشتبه بهم بالمساعدة في خطف إسرائيليين وتزويد حزب الله بمعلومات حول أهداف إسرائيلية لاستهدافها لاحقا بالصواريخ علاوة على معلومات حول نقاط حدودية ملائمة للتهريب.

وحسب المزاعم الإسرائيلية، فقد أشرفت على هذه المحاولة المخابرات الإيرانية، فيما قام اثنان من المشتبهين الأربعة، بالاجتماع مع مهربي سلاح ومخدرات لبنانيين عملوا بخدمة حزب الله في تركيا عدة مرات. وطبقا للبيان الإسرائيلي، فقد تم اعتقال سلطان عطا الله (55 عاما) من بلدة يركا في الجليل، ورامي شامي (33 عاما) من البلدة المجاورة الجديدة وهما بدورهما توجها لرجلين آخرين: سامي غزاوي (56 عاما) من يركا، وشخص آخر من قرية عكبرة في الجليل الأعلى، بغية مساعدتهما في مسعاهما.

ووفقا للادعاءات الإسرائيلية، قام الأربعة بجولات ميدانية مقابل الحدود مع جنوب لبنان بغية البحث عن نقاط تهريب ملائمة. وبعدما اعتقلتهم الشرطة الإسرائيلية تم تسليمهم للمخابرات العامة "الشاباك". وخلال التحقيق، قاموا بتسليم بندقية رشاشة من طراز "إم بي 5". وتقول الشرطة الإسرائيلية إنها نجحت في توفير أدلة ضد عطا الله وشامي المشتبهين بالاتصال مع "تنظيم إرهابي" وبناء علاقة معه، ومحاولة تهريب سلاح وحيازة سلاح، وكذلك أدلة ضد غزاوي بشبهة تقديم مساعدة لهما.

وحسب لائحة الاتهام الإسرائيلية، فقد نشط حزب الله على الأراضي التركية من أجل بناء خلايا عمل وتجسس لصالح المخابرات الإيرانية بواسطة تجار سموم من لبنان يعملون في عمليات تهريب إلى داخل إسرائيل. وتقول إن عطا الله وشامي اللذين أدينا سابقا بتهريب مخدرات كانا على اتصال مع حسين شيت، مهرب لبناني مرتبط بعلاقات مع حزب الله، وسبق أن اعتُقل في سجن إسرائيلي.

وحسب البيان الإسرائيلي، التقى عطا الله وشامي مع حسين شيت وأكرم شيت في تركيا في الفترة بين 23 و30 تشرين ثاني 2021. وخلال اللقاء، طلب حسين شيت من عطا الله وشامي تهريب سلاح من جنوب لبنان وتخبئته في نقاط معينة متفق عليها يقوم وكلاء آخرون لحزب الله في البلاد بنقلها لاحقا.

كما تقول لائحة الاتهام أن شيت طلب منهما فحص قدراتهما في تنفيذ عمليات تخريبية بشكل انفرادي ومستقل داخل إسرائيل. وبحسب لائحة الاتهام الإسرائيلية، فقد فهم عطا الله أن شيت هو رجل حزب الله، خاصة أنه شرح على مسامعه الخلفية لطلباته منه، حيث قال شيت إن إيران تريد استعادة سيطرتها في المنطقة وترغب بالثأر من إسرائيل، من خلال تهريب سلاح لـ "خلايا نائمة" تابعة لها موجودة في إسرائيل تنتظر ساعة العمل بهدف ضرب سياسيين وضباط عسكريين.

وطبقا للتهم الإسرائيلية، فقد طُلب من المتهمين القيام بخطف إسرائيليين مقابل مبالغ مالية كبيرة، خاصة في حال نجحا بذلك أو ساعدا بمعلومات تتيح عملية الخطف إضافة لمطابتهما بالإشارة لمواقع حساسة داخل إسرائيل لاستهدافها بالصواريخ خلال حرب قادمة، وهكذا طلب من رامي شامي أيضا.

ونقل موقع "واينت" الإسرائيلي عن مصدر في "الشاباك" قوله إن هذه المسألة تشير لمساعي "جهات إيرانية وغيرها من أجل استغلال مواطنين عرب في إسرائيل".

وذكرت الإذاعة العبرية العامة، إن هناك ارتفاعا كبيرا في مساعي إيران خلال الشهور الأخيرة لتجنيد مواطنين في إسرائيل مع ارتفاع منسوب التعاون مع حزب الله وحماس، وبين أجهزة مخابرات تابعة لـ"محور الممانعة". واوضحت إن مثل هذا التعاون من شأنه رفع مستوى نشاط إيران وقدراتها على القيام بعمليات ضد أهداف إسرائيلية في البلاد والخارج عبر تشكيلة وسائل وأهداف منها الحرب النفسية ومحاولات تأثير على الوعي.

يشار إلى أن إسرائيل قد ادعت في تموز أنها وفي إطار مكافحة عمليات تهريب السلاح من لبنان، قد اكتشفت أن من يقود شبكة التهريب هو ناشط في حزب الله يدعى حج خليل حرب من بيروت. وقالت الإذاعة العبرية إن حج خليل عمل في السابق رئيسا لوحدة 1800 داخل حزب الله، وهي وحدة تعنى بتنفيذ عمليات استخباراتية وعسكرية ضد إسرائيل، مستفيدا من تجربته ومعلوماته الواسعة في إدارة شبكات التهريب.