لفت وزير الخارجيّة ال​إيران​يّة ​حسين أمير عبداللهيان​، بعد لقائه وزير الخارجيّة ​عبدالله بو حبيب​، إلى "أنّناتشاورنا بمختلف التطوّرات السّياسيّة المحليّة والإقليميّة والدّوليّة، ونحن في بيروت لنقول بصوت مدوٍّ إنّنا لا نريد إلّا الخير والهناء ل​لبنان​".

وركّز على "أنّنا على ثقة تامّة أنّه بفضل الحكمة والدّراية الّتي يتحلّى بها رجال الدوّلة في لبنان، وبفضل الرّوح الحيويّة الّتي يتحلّها بها ​الشعب اللبناني​،سيتمكّن لبنان من إنجاز الاستحقاق الانتخابي المقبل بالشكّل الّذي يؤدّي إلى رسم مستقبل أفضل لهذا البلد العزيز".وأوضح "أنّنا خلال اللّقاء، تحدّثنا عن بعض الملفّات الإقليميّة، ومنها الحوار الإيراني- السّعودي الّذي يجري في بغداد. نحن نرجّب بعودة العلاقات الطّبيعيّة بين ​السعودية​ وإيران".

وذكر عبداللهيان أنّ "هناك بعض الرّسائل المتناقضة الّتي نتلقّاها من السعوديّة ومن المسؤولين السّعوديّين، ونحن نتوقّع ونتمنّى من السعوديّة والمسؤولين السعوديّين أن يتحرّكوا في الاتّجاه الّذي يخدم مصلحة المنطقة وشعوبها"، مشدّدًا على "أنّنا ندين الحرب، سواء كانت في أوكرانيا أو اليمن أو أفغانستان، أو في أي بقعة أخرى من بقاع العالم. الوجدان الإنساني ينفطر اتجاه ظاهرة التّهجير، سواء كان ذلك يجري على صعيد أوكرانيا أو اليمن أو أفغانستان أو ​فلسطين​ المحتلّة".

وبيّن "أنّنا تحدّثنا أيضًا عن ​القضية الفلسطينية​، وإيران تدعم بشكل كامل التّحرير الكامل للتّراب الفلسطيني المحتل، وتشكيل الدّولة الفلسطينيّة المستقلّة الواحدة، وعاصمتها القدس الشّريف"، لافتًا إلى أنّ "المبادرة السّياسيّة لإيران لحلّ القضيّة الفلسطينيّة، سُجّلت ودوّنت كسند رسمي في منظمة الأمم المتحدة".

وأكّد "أنّنا نعتبر أنّ المقاومة هي السّبيل الوحيد لتحرير فلسطين وتشكيل الدّولة الفلسطينيّة المستقلّة، إلّا أنّنا في المقابل نعتبر أنّ إتاحة المجال أمام إجراء استفتاء شعبي عام لكلّ سكان فلسطين المحتلة التّاريخيّين، بإمكانه إعطاء صورة واضحة للمستقبل الّذي يطمح إليه أبناء الشعب الفلسطيني".

كما شدّد عبداللهيان، على أنّه "نظرًا للتّجربة الدّبلوماسيّة المرموقة لصديقي بو حبيب، تحدّثنا عن ​مفاوضات فيينا​، ونعتقد أنّ ​الولايات المتحدة الأميركية​ بدلًا من أن تعمل على التّلاعب بعنصرَي الوقت والكلام، ينبغي أن تفسح الطّريق أمام إنجاز هذا الاتفاق النووي، ونحن مستعدّون لإنجاز اتّفاق قوي ومستمر، ولكن دون أن يكون ثمنه اجتياز الخطوط الحمراء الإيرانيّة". وأعرب عن اعتقاده أنّه "إذا كانت هناك نظرة أميركيّة واقعيّة في مقاربة الأمور، فبأقرب وقت ممكن أن تظهر ولادة لهذا الاتّفاق. وفي حال التوصّل إلى الاتّفاق النّهائي، نعتقد أنّ هذا الأمر ستستفيد منه كلّ دول العالم".

من جهة ثانية، كشف أنّ "خلال مباحثاتي مع وزير الخارجيّة الرّوسيّة سيرغي لافروف، أبلغته بالرّسالة الّتي أحملها من قِبل وزير خارجية أوكرانيا له وللمسؤولين الرّوس. الجانب الأوكراني كان يرمي لوضع حدّ للحرب، والمضي بالمفاوضات السّياسيّة"، مشيرًا إلى أنّ "المسؤولين الرّوس رحّبوا باستمرار المفاوضات".