من أرض الغربة ومن أنين ألم شعبي في لبنان ومن رجاسة الخراب السياسي القائمة من المسؤولين على الشعب، ألاحظ هذا الكمْ من الخطر الوافد إلى أرض القداسة أرض الطهارة، الأرض التي وطأتها أقدام الرسُل وإنطلقت منها للتبشير، الأرض التي ما بخُلتْ يومًا في إحتضان الأبطال، أرى الألم في عيون الأمهات والأولاد والرجال وكل مواطن فقير معدوم.

كم ينشرح صدري ويطمئِنْ خاطري وتسكُن في النفس كلما تداولت مع ناشط مقدام عملاق لأزماتنا السياسية المتّشحة بضباب الشكّ المقنعّة بالسحب المدلهمّة بغيوم النفاق، بارقًا لامعًا من سلامة التحليل وسداد المنطق وصراحة القول، يطهر فيه العمل السياسي الشريف في نور الحق وصرامة العقل والإيمان وعناد الرجاء وطهارة الممارسة والشهادة لوطن القدّيسين .

نعم هناك تخاذل وجبن وتهرُّبْ ومواعظ تكاذب وتداهي وخطب التغاضي والتنازل ومشورات الإستجداء والإستكانة والذلّ، وكلها تأتينا من أهل البيت والمنصات المتزعّمة دنيا ودينًا، وبالفعل هناك مؤامرة مدروسة على الشعب اللبناني وعلى الجمهورية بمؤسساتها الشرعية المدنية والعسكرية... جميعهم تواطأوا على لبنان وهم من أهل النفاق يوزّعون النصائح وينشرون الكذب ويتبرعون بالدفاع عن اللاقانون مشيحين بنظرهم عن علّة العلل، والكوارث تتوالد .

لشعب لبنان ومن أرض الغربة أقول أمامكم طامع بأرضكم، فردّوا طَمَعَهُ خُسرانًا عليه وعلى من يدعمه من الداخل، أمامكم الطامع بتذويب لبنان بدويلات خارجة عن القانون فردّوا طمعَهُ شوكة في عينيه، أمامكم الطامع بتقسيم أرض القداسة، فردّوا طمعَهُ بإتحادكُمْ... إعلموا أننا شعب مأساوي، حياتنا مأساة، وجودنا مأساة وبقاؤنا مأساة، هذا هو تاريخنا وهكذا نحن اليوم. لذلك لن يُكتب لنا النجاح والبقاء أحرارا على أرضنا إلاّ إذا كُنّا أقوى من مؤامراتهم وإنهزامهم وإستسلامهم.

رؤيتنا الوطنية ترتكز على مبادئ ثابتة، أولا لا مساومة على أي شبرٍ من أرضنا الطاهرة، ولا توطين ولا سلخ، ثانيا لا يُقتطع أي جزء من أرض لبنان لأيّ غريب ولا تنازل عن حقوقنا المشروعة، ثالثا لا لسلطة تناقض ميثاق العيش المشترك، رابعا لا للسلاح المتفلّت وغير الشرعي ولا لأي قوة تريد التدخُّلْ في شؤوننا، خامسا نعم لتطبيق قانون الدفاع الوطني الذي يحصر مهام الدفاع عن لبنان بواسطة قواه الذاتية الشرعية وكل أمر غير ذلك يُعتبر تطاولاً على القانون، سادسًا لا لإنتخابات تُكرِّسْ سلطة الأمر الواقع وبالتالي رهن لبنان لمحاور خارجية، وليعترف من بيدهم السلطة أنهم فشلوا في مقاربة موضوع الإنتخابات وعليهم إعادة النظر بها لناحية إيجاد مخرج لها ...

رؤيتنا الوطنية ترفض المماطلة في تطبيق القرارات الدولية ذات الصلة، وهدف المماطلين كسب الوقت، وهذا يعني أنهم في هذه العملية يحققون إستمرارية سطوتهم على الدولة، كما أنّ رؤيتنا الوطنية ترفض إعطاء الجنسيّة للغرباء، وهذا الأمر الماكر يُعطيهم الحق في ممارسة الحقوق السياسية في لبنان ويشكل خطرًا ديموغرافيًا، رؤيتنا الوطنية ترفض بيع الأراضي عن طريق إغراء المواطنين سالكين في ذلك للخطة الصهيونية العدوّة التي أوصلت فلسطين عام 1948 إلى سلطة العدوّ، رؤيتنا الوطنية ترفض أيّ حوار في ظلّ سلاح الغير شرعي لأنهم يُصادرون به الديمقراطية ويُرعبون المتحاورين .

إحذروا ساسة ينهبون وطنكم، إحذروا ساسة يحتكرون أبسط متطلباتكم، إحذروا ساسة يمعنون بالرشوة والسمسرة، إحذروا ساسة يُصادرون الوطن للغريب، إحذروا ساسة يُجيِّرون السيادة ويُدافعون عن الخوارج، إحذروا ساسة يغتصبون حقوقكم الحدودية، إحذروا ساسة سيأتون إلى المجلس ليُصادروا حقوقكم التشريعية، إحذروا ساسة لا بُعد نظر لديهم بل هم أتباع ساقطون مأجورين عملاء بائعي أوهام .

ليكُن نضالنا واضحًا في رسم طروحاته السياسية وبمختلف مندرجاتها بما يتلاءم مع واقع لبنان ويُلبّي حاجات اللبنانيين.