شدّدت هيئة الرّئاسة في "​تيار المستقبل​"، على أنّ "من المحزن والمؤسف ما وصل إليه الشعب ال​لبنان​ي من مآس وويلات ‏نتيجة ممارسات العهد، والمفجع أن تتكرّر أمام اللّبنانيّين يوميًّا مشهديّة ‏الانهيار والتحلّل السّياسي والاقتصادي الّتي تعانيها البلاد، وأن يصل ‏التحلّل من كلّ القيم إلى حدود استخدام بعض الأذرع القضائيّة في انتهاك ‏مفاهيم العدالة والمشاركة في حروب الاستنزاف المالي والمعيشي ‏والإداري، وتعريض ​السلم الأهلي​ والحريّات العامّة لأبشع التّجارب".

وأشارت في بيان، إلى أنّ "الأيّام والسّاعات الماضية قد سَجّلت مجموعة من السّقطات، الّتي تقع في ‏خانة توظيف بعض القضاة في تصفية الحسابات السّياسيّة وغير ‏السّياسيّة، الأمر الّذي يُنذر بجعل لبنان ساحة مفتوحة على الانتقام العبثي ، والكَيل بمكاييل العدالة الانتقائيّة الّتي تجرّم من تشاء وتغفر لمن تشاء".

ولفتت الهيئة إلى "أنّها إذ تستغرب وتدين هذا النّهج ‏الّتخريبي الّذي يتّخذ من القضاء أداةً لتدمير ما تبقّى من مقوّمات النّظام ‏العام وهويّة لبنان الاقتصاديّة، وهي الأخطر على حياة اللّبنانيّين، تتوقّف ‏بشكل خاص عند ادّعاء مفوّض الحكومة لدى المحكمة العسكرية على ‏رئيس حزب "القوات اللبنانية" ​سمير جعجع​ في أحداث ​الطيونة​، وترى فيه ‏خطوة تسيء إلى ​القضاء اللبناني​ كسلطة تُعنى بحماية مقتضيات السّلم ‏الأهلي لا بإثارة النّعرات الطّائفيّة".

وحذّرت من "الإمعان في هذه السّياسات العشوائيّة، من منطلق ‏دفاعها عن الحقّ والعدالة، وبعيدًا عن أيّة خلفيّات تتعلّق بالاستحقاق ‏الانتخابي، الّذي أعلنّا بوضوح تعليق مشاركتنا فيه، وعلى رغم الخلافات ‏المعلَنة والمعروفة مع حزب "القوات" ورئيسه، وهي تتساءل مع كثير ‏من اللبنانيين، كيف يمكن للقضاء أن يكون عادلًا ونزيهًا ومتجرّدًا، عندما ‏يلجأ إلى اتّخاذ إجراءات استنسابيّة انتقاميّة لمصلحة فريق سياسي، وغضّ ‏النّظر عن جرائم ماليّة وسياسيّة وأمنيّة، ولا يحرّك ساكنًا تجاه أحكام ‏مبرَمة صدرت عن أعلى السّلطات القضائيّة في العالم بحقّ مجرمين ‏شاركوا بجريمة اغتيال رئيس الحكومة الأسبق ​رفيق الحريري​ وقضايا مشابهة؟". ‏

كما أكّدت أنّ "هناك من يريد القضاء مزرعةً حزبيّةً تعمل غبّ الطّلب، وعلى مجلس ‏القضاء الأعلى أن يحسم الأمر وأن يقول الأمر لي، وليس لقضاة الحزب ‏الحاكم والغرف القضائيّة المكلّفة إعداد الأحكام المسبقة".