اشارت صحيفة "​اسرائيل​ اليوم" الى انه "في بداية شباط، زار المبعوث الأميركي – الإسرائيلي عن البيت الأبيض عاموس هوكشتاين، كلاً من إسرائيل و​لبنان​، وفي جعبته اقتراحات لتحقيق تسوية على المنطقة البحرية الغنية بالغاز محل الخلاف بين الدولتين. لم يبلغ هوكشتاين أي تفاصيل عما تحقق، ولكن ثمة إحساساً بأن الاتفاق في الأفق، وأن الدولتين ستكملان ما يلزم مع زيارته التالية بعد بضعة أيام".

ولفتت الصحيفة الاسرائيلية الى ان "التصريحات التي أطلقت، بما فيها التي من "​حزب الله​"، كانت مشجعة. فُهم بأن هوكشتاين أنزل اللبنانيين عن مطالبتهم بزيادة مساحة كبيرة إضافة إلى المساحة موضع الشقاق والتي تبقت حوالي 860 كيلومتراً مربعاً. وللتسهيل على لبنان الذي يعيش أزمة اقتصادية عميقة، اقترح هوكشتاين ألا تنتظر شركات الغاز الدولية التسوية، بل تبدأ بإنتاج الغاز وتوزعه بين الدولتين. رفض لبنان الاقتراح لأنه رأى فيه نوعاً من التطبيع مع إسرائيل، ويفترض به الآن أن يعطي جواباً على اقتراح تقسيم المساحة، الذي تقدم به هوكشتاين".

ولفتت الى انه "بحسب هذا الاقتراح، يمنح تقسيم المساحة مساحة أكبر للبنان مما لإسرائيل. ولكن تشوش كل شيء مؤخراً، ونشأ عامل تأخير في شكل مستر "أنا". الأنا الأول هو أنا الرئيس ​ميشال عون​ بنفسه؛ فهو يريد أن ينهي القضية بسرعة، ويعزو الإنجاز لنفسه قبل نهاية ولايته، وقبل أن يغادر قصر الرئاسة في بعبدا بعد بضعة أشهر".

واوضحت بان "الأنا الثانية هي لرئيس البرلمان ​نبيه بري​. قبل عقد، كان بري هو الذي عالج المسألة، وهو الذي تقدم للأمم المتحدة بالطلب اللبناني الذي تجرى المباحثات على أساسه. وقد تطلع لدفع الموضوع إلى الأمان ويحظى بنقاط الاستحقاق لذاته، وبالفعل، قبل أكثر بقليل من نصف سنة، نجح في إقناع الولايات المتحدة بجلب إسرائيل ولبنان إلى المحادثات في رأس الناقورة. غير أن للرئيس عون خططاً أخرى: فقد أمسك بالخيوط وبدأ يركز الموضوع من موقف الرئاسة. والآن، عندما تبدو التسوية أقرب من أي وقت مضى، تراجع بري طالباً تركيز الاتصالات في يديه مرة أخرى قبيل التوافقات المحتملة. ولكن الأنا الأصعب والأكثر إشكالية هي أنا "حزب الله". فقد أعلن التنظيم بأنه لن يتدخل وسيترك إدارة الأمور لحكومة لبنان، لكن وضعه السياسي تدهور في الساحة الداخلية، ولتحسينه، عاد ليرفع رأس ويستغل مسألة ​ترسيم الحدود البحرية​ مع إسرائيل لأغراضه الداخلية. وأعلن رئيس كتلة "حزب الله" البرلمانية بأن تنظيمه يفضل بقاء الغاز في باطن البحر – على ألا تفيد منه إسرائيل".

اضافت الصحيفة الاسرائيلية "أما الأميركيون فلا يرون ألعاب الأنا هذه بعين الرضى، وهم معنيون بإنهاء القضية مع عودة هوكشتاين إلى المنطقة بعد بضعة أيام. بإلهام من حزب الله، يسعى لبنان بالمطالبة بكل مساحة الشقاق لنفسه، وهو سخف لا يمكن للولايات المتحدة ولإسرائيل أن تقبل به".

ولفتت الى ان "هذه المطالب ستعرقل الاتفاق مرة أخرى، وحزب الله سيستغل هذا لصالحه. لن يتحرك شيء دون ضغط أميركي. وفي وضع واشنطن هذه الأيام حيال بوتين وأوكرانيا والصين وإيران يُسأل السؤال إذا كانت الولايات المتحدة ستستخدم ثقلها لإنهاء القضية. إذا طالب لبنان كل المساحة لنفسه، فمسموح لإسرائيل ألا ترقص على أنغام حزب الله، وأن تبدأ بإنتاج الغاز في قسم من مساحة الشقاق الذي يفترض أن يكون لها".