لفت الوزير السّابق ​أشرف ريفي​، خلال إطلاق ماكينته الانتخابيّة، خلال احتفال في مكتبه ب​طرابلس​، إلى أنّ "​لبنان​ وطننا، نفاخر به ونعتزّ بحملنا هويّته، هذا الوطن يعاني اليوم من مِحن مدمِّرة وقد نذرنا أنفسنا مع وطنيّين وسياديّين لإنقاذه. نعم، لبنان ينادينا لإنقاذه، لم نتخيّل يومًا أن يُحكم لبنان من مجموعة هي أشبه ما تكون إلى العصابة والمافيا".

وأشار إلى أنّ "​أموال المودعين​ قد نُهبت، ومن ادّخر جنى العمر يعجز عن تأمين الحدّ الأدنى من العيش الكريم. ومن كان يعاني من قلّة أو بحبوحة يعيش اليوم خوفًا ورعبًا"، مبيّنًا "أنّنا نتحضّر اليوم لخوض ​الانتخابات النيابية​ لإنقاذ الوطن والإنسان. نترشّح، ليس طمعًا بمركز أو كرسي، فسبق أن تخلّينا عن الكرسي عندما كنا في ​وزارة العدل​، رفضًا للتّنازلات والتّسويات على حساب أمن وطننا ووجودنا وحقوق أهلنا".

وركّز ريفي على "أنّنا نترشّح اليوم حاملين شرف المواجهة والتحدّي لكسر قبضة فئويّة على بلدنا. نترشّح حاملين شرف التحدّي، لمواجهة الفاسدين والمفسدين والسّارقين الذّين عاثوا في الوطن فسادًا ونهبوا أموال الناس وأموال الخزينة، انتهكوا كرامة المواطنين وتاجروا بحليب أطفالنا ودواء أمهاتنا وآبائنا". وشدّد على "أنّنا نترشّح اليوم حاملين لواء إعادة بناء الدّولة بمؤسّساتها الأمنيّة والقضائيّة والماليّة والخدماتيّة والإنمائيّة، على أُسس العدالة والمواطنة وحفظ الحقوق لا التبعيّة والظّلم وفبركة الملفات ونهب الأموال وهيمنة فريق على قرارنا".

وخاطب الشّباب، قائلًا: "أنتم أمام تحدٍّ كبير، وبيدكم القرار، فإمّا يبقى الوطن وإمّا نخسر هويّتنا ووجودنا فيه. مصير الوطن يتوقّف على قراركم، على إرادتكم، على سعيكم، على تضحياتكم، على جهدكم، وسهركم وعلى صوتكم. أنتم جيلٌ قُدِّر له تحديد هويّة هذا الوطن، فإمّا تستكينوا وتضعفوا فتُحكَمون، وإما تواجهوا فتَحكمون"، لافتًا إلى أنّكم اليوم "لا تملكون ترف المقاطعة، فالمقاطعة تعني تسليم الوطن لحزب مسلّح. فمن يقاطع يدمّر مستقبله بيده، من يقاطع يسلّم مصيره ومصير أهله ووطنه لآخَر دمّر البلد وجوّع أهله".

ورأى أنّ "من يدعو إلى المقاطعة أو الاستنكاف، إنّما يخدم المشروع الآخر، مشروع ​إيران​ وأداتها في لبنان، "​حزب الله​"، أي حوثي لبنان. فالمقاطعة في هذه المرحلة الخطرة الّتي يُعاد فيها رسم خرائط المنطقة وتوزيع النّفوذ فيها، تعني أنّنا بأيدينا نلغي حضورنا وكياننا ووجودنا كجزءٍ أساسي من هذا الوطن، ونسلّم رقابنا إلى الآخر، وحينها لن ينفع الندم". وذكر أنّ "علّة العلل في لبنان هي سلاح الغدر الّذي يعمل ليلًا نهارًا لانهيار وطننا وإلحاقه بمحور إقليمي يعادينا. فالاقتراع اليوم سيكون إمّا لدولة نحن نبنيها، وإمّا لسلاح غير شرعي يريد استعبادنا والقضاء على هويّتنا".

كما توجّه ريفي إلى مَن يرفض تسمية ​السلاح​ غير الشّرعي بسلاح الغدر، بالقول: "إنّ السّلاح الذي وُجِّه إلى صدور اللّبنانيّين في 7 أيّار، هو سلاح غدر إرهابي. إنّ السّلاح الّذي يحمي المنظومة السّارقة الحاكمة، هو سلاح غدر إرهابي. إنّ السّلاح الّذي قتل رئيس الحكومة الرّاحل ​رفيق الحريري​ وبقّية الشّهداء، هو سلاح غدر إرهابي. إنّ السّلاح الّذي يقاتل في اليمن والعراق، هو سلاح غدر إرهابي".

وأعلن أنّ "في هذه الانتخابات وطننا اليوم أمام مفترق طرق، فإمّا نبني دولة عادلة بجيشها وقضاتها ومؤسّساتها، وإمّا نسلّم ما تبقّى من مؤسّسات إلى سلاح الغدر الإرهابي، فنعيش الذلّ والهوان والجوع والتبعيّة. بيدكم القرار، والمقاطعة ليست قرارًا"، موضحًا أنّ "المقاطعة استسلام، وأهل طرابلس كما أهلنا في الضنية والمنية لم يعرفوا يومًا الاستسلام". وشدّد على "أنّنا نقول لمن يراهنون على وضع يدهم على مناطقنا وعلى قرارنا: إنّكم واهمون، واهمون، واهمون. سنشارك بإذن الله في هذه الانتخابات، وسنقرّر نحن مصيرنا".