يمرّ لبنان في وضع صعب جراء الأوضاع الاقتصادية وتدهور العملة وفقدان الدولار، فهذا الأمر أثّر على كل النواحي الحياتية للناس وبشكل كبير للغاية، إنما الأسوأ في هذا كلّه كان مشكلة الاستشفاء وفقدان الدواء،فقد أصبحت حياة المريض معرّضة للخطر بسبب فقدان الأدوية ​السرطان​ية من جهة أو عدم إمكانية إيجاد مستشفى لاستقباله!.

أصيبت روز شويري بالسرطان وإستوجبت حالتها نقلها للمستشفى لكي تقوم بجلسات للعلاج دون الحاجة الى إجراء جراحة. قدمت عائلتها الملف الى عدّة مستشفيات ورُفض بسبب ما قيل أنه عدم قدرتها على إستقبال مرضى جدد باستثناء مستشفى واحدة تقع في منطقة جبل لبنان. عاينها الطبيب ووصف لها دواء للسرطان. وقد علمت "النشرة" أن المستشفى لم تستطع تأمينه من أجل القيام بالعلاج فطلبت من العائلة أن تشتريه من الخارج.

تشير عائلة روز عبر "النشرة" الى أن "رحلة البحث عن الدواء كانت شاقة جداً، وبعد جهد إستطعنا تأمينه بقيمة 5 مليون و80 الف ليرة فتفاجأنا أن المستشفى أضافت 25% من سعره على الفاتورة رغم أننا إشتريناه من خارجها"، مضيفة: "عندما سألنا جاءنا الجواب أنّ هذا الاجراء تتّخذه المستشفى بإضافة هذه النسبة على المريض في حال أحضر الدواء من خارج المستشفى، وهنا دفعت العائلة فاتورة جلسة واحدة، سعر الدواء (5 مليون و80 الف ليرة +25% من سعر الدواء+ 180$ نقدًا).

على هذا المشهد يعلّق نقيب أصحاب ​المستشفيات الخاصة​ ​سليمان هارون​ عبر "النشرة" بأن "المبلغ الذي دفع كثير"، رافضا "الدخول في التفاصيل"، مشددا على أنه "وفي حال كان المريض هو من سيؤمّن الدواء يمكنه الدخول الى أيّ مستشفى خاصة وهنا لا مشكلة في الأمر"، ومؤكدا أن "عددا من الأدوية السرطانية مفقودة، وهذا كلّه سببه المشاكل بين المستوردين و​مصرف لبنان​، وبين الدعم والأدوية غير المدعومة". بدورها المسؤولة في ​وزارة الصحة​ كوليت رعيدي تشرح أن "المشكلة الأساس في أدوية الأمراض المستعصية هي في الميزانية المحدودة لشرائها".

"وزارة الصحة تعطي الموافقة على إستيراد الادوية بمبالغ معينة". هذا ما تؤكده كوليت رعيدي، لافتة الى أنّ "المستورد بعدها يتوجّه الى مصرف لبنان للحصول على الموافقة لاستيراد الدواء وهذا كلّه يحصل"، مضيفة: "أزمة الميزانية المحدودة تنسحب على مرضى الوزارة، إذ إننا نعطي موافقات ولكن سيبقى هناك نواقص حتماً"، كاشفة أن "ميزانية الدواء هي 25 مليون دولار منها حوالي 18 أو 19 مليون مخصصة للأمراض المستعصية".

إذاً، حتى من مشكلة تأمين الدواء لم يُعفَ اللبناني، وكأنّه كتب عليه أن يعيش مذلولا أو يموت، والواضح أن أزمة الدولار هذه أثرت كثيراً على استيراد الادوية، واللافت أن الأزمة تجاوزت الشؤون المادية والصحية فبتنا وكأننا نعيش في غابة تأكل الناس فيها بعضها البعض، فهل يعقل أن نصل الى حدّ أن "يؤمّن المريض الدواء من خارج المستفشى للعلاج ويدفع في المستشفى 25% من ثمنه... اليست هذه بأزمة ضمير أيضاً؟!.