مرحباً شهر رمضان شهر الخير والبركة والمحبة، شهر التواصل والتكافل والتكامل، شهر المواساة والتآزر شهر المغفرة والرحمة.

هو الشهر الذي تفوح منه شذا الأمن والأمان والعودة إلى حقيقة طالما تنكر لها الإنسان بجهله وغروره، هو الشهر الذي أراده الله تعالى أن يكون الموقع الذي يعود فيه الإنسان إلى انسانيته فيتكامل مع روحه وقلبه ووجدانه، حيث اوجاع الأيام والانانية قد حجبت بينه وبين كل المفاهيم والقيم الداعية إلى العقل والتعقل.

يأتي علينا هذا الشهر المبارك ونحن بأمسّ الحاجة إلى العودة لهذه القوانين الصادقة والأخلاق الرفيعة، علّنا نستطيع أن نعبر من خلاله إلى التعاون والتعاضد لمواجهة الازمات، في ظلّ هذه الاجواء المشحونة بالكراهية والبغضاء والعداوة والتباعد عن الحد الأدنى من أخلاقيات الإختلاف وتنظيم الخلاف، ونحن نشاهد بأم العين أننا ذاهبون إلى انحدار وسقوط قد لا يستطيع أحد أن يتدارك معه تصويب الأمور.

يمر علينا هذا الشهر المبارك ونحن في أوج التخندق والمواجهة الخطرة التي قد تنتهي إلى السماح للعدو المتربّص بنا جميعاً أن يجد المنفذ الذي ينفذ من خلاله لزرع الفتنة والخلاف.

يا ابناء هذا الزمن الصعب، ومن خلال هذا الشهر الكريم نقول لكل عاقل غيور "لا تسمحوا لأي أحد كان أن يستغل الإختلاف في وجهات النظر فيجعل منها سبباً للشقاق والفرقة".

نعم أيها الأحبه، يا من نشترك معهم في كثير من الأمور ابتدأ بالوطن ولا تنتهي عند حدوده بل تمتد على مستوى انتشار كل مواطن منا في أرجأ المعمورة، فالهم واحد والعدو واحد والهدف حفظ الوطن من عبث الغرباء وصونه من استثمار الأعداء ولنخلق من محطة هذا الاستحقاق الانتخابي كي يكون بابا للتنافس الشريف والسعي للوصول إلى الأفضل والبلوغ إلى العيش الكريم، وابعاد كل الذين كان لهم يد في إذلال هذا الشعب المسكين وما وصلت اليه الأمور.

أيها الأعزاء على إختلاف ارائكم ومدارسكم وافكاركم، ما يجب أن يجمعنا اكثر مما يعمل عليه الأعداء لخلق روح المواجهة السلبية والاستثمار السياسي الدنيء.

في هذا الشهر الشريف والذي يتزامن مع الصوم المجيد حيث الالتقاء في عبادة إله واحد أحد كلنا منه مبدأ ونهاية، فلنتمسّك بوحدة ايماننا وقوة اجتماعنا حتى نتحدّى كل الازمات ونتجاوز كل العقبات ونعبر بوطننا إلى بر الأمان، ونتخلص من كل الذين شاركوا وساهموا في نهب خيرات هذا الوطن وحرمان مواطنيه.

يا ابنائي الأعزاء علينا أن نعي جيداً أننا نمر بمرحلة خطيرة ودقيقة حمّالة لوجوه ووجوه، ومن خلال ذلك يستطيع كل طرف أن يجر النار إلى قرصه ويستثمر أوجاع الناس والامهم، بل نحن نشهد ما هو أخطر من ذلك حيث الكثير منّا يحتمي وراء مذهبه وطائفته وعند جمع المغانم وتوزيع الحصص نراهم اخوة متحابين فيما بينهم، لا يعنيهم من أمر أبناء مذهبم او طائفتهم شيئا.

ومن هنا علينا أن نكون بمستوى هذه المرحلة الدقيقة والخطيرة التي ستعبر بنا إلى عالم جديد، كل يريد أن يؤسس له على طريقته وبما يصب بمنفعته.