لم تتمكن القوات اللبنانية من التحالف مع الحزب التقدمي الإشتراكي في دائرة البقاع الثانية التي تضم البقاع الغربي وراشيا، لذلك يمكن القول أن القوات خرجت من المنافسة الإنتخابية في هذه الدائرة إلا إذا حصلت مفاجأة، أو بحال تمكن الداعم الاول للائحة "بقاعنا أولاً" التي تضم مرشح القوات عن المقعد الماروني داني خاطر، العميد المتقاعد محمد قدّورة من تأمين الأصوات الكافية لها للوصول الى الحاصل الذي كان عام 2018، 11080 صوتاً.

تتنافس في دائرة البقاع الغربي-راشيا 6 لوائح للفوز بـ6 مقاعد نيابية، 2 للسنة، 1 شيعي، 1 ماروني، 1 أرثوذكسي، 1 درزي، وتنقسم اللوائح بين ثلاثة تمثّل الأحزاب التقليدية، و3 لوائح تمثل القوى والشخصيات التغييرية.

بالنظر الى اللوائح فإنّ المنافسة ستكون بشكل أساسي بين لائحتين أساسيتين، يفترض بهما الفوز بالمقاعد 6، إما مناصفة، وإما 4 مقاعد لواحدة مقابل 2 للأخرى. اللائحة الأقوى في هذه الدائرة والضمانة للفوز بثلاثة مقاعد، هي لائحة "الغد الأفضل" التي تضم تحالف "حزب الإتحاد" و"حركة أمل" و"التيار الوطني الحر" ونائب رئيس المجلس النيابي إيلي الفرزلي وحركة "النضال"، وهي تسعى إلى الفوز بمقعد رابع لها.

يرأس لائحة "الغد الأفضل" حسن مراد، وتضم مرشحاً واحداً عن المقعد السني، مع ترك الثاني فارغاً، الى جانب ايلي الفرزلي عن المقعد الأورثوذكسي، شربل مارون عن المقعد الماروني، قبلان قبلان عن المقعد الشيعي، وطارق الداوود عن المقعد الدرزي، وتعتمد هذه اللائحة على الثقل الشعبي لمراد، وحركة أمل، فالاول ينطلق من قاعدة شعبية تتيح له الحصول على الحاصل لوحده، والثانية كذلك الأمر، ما يعني أنّ تحديد عدد الفائزين بهذه اللائحة سيكون بحسب ما يجمعه المرشحون الباقون فيها.

قد يكون من الصعب على اللائحة الفوز بالمقعد الدرزي، الا بحال حصول مفاجآت غير متوقّعة، وبالتالي فهي تضمن مقعداً سنياً، وشيعياً، ومسيحياً، من غير الواضح هوية الاخير، والمقعد الرابع الذي تنافس عليه ضمن لعبة الكسور من المفترض أن يكون مسيحياً أيضاً.

ستكون المنافسة شديدة بين هذه اللائحة ولائحة "القرار الوطني المستقل"، التي تضم تحالف "الحزب التقدمي الإشتراكي" و"الجماعة الإسلامية" والنائب محمد القرعاوي، فهذه اللائحة تضمن الفوز بمقعدين من المرجح أن يكونا للمرشح السني، والمرشح الدرزي وائل أبو فاعور، بينما لعبة الكسور قد تضمن لها الفوز بمقعد ثالث مسيحي، قد يكون جهاد الزرزور عن المقعد الماروني، أو غسان السكاف عن المقعد الأرثوذكسي، بشرط تمكن القرعاوي من حشد الأصوات السنّية للائحة ودفعهم للمشاركة في الاستحقاق الانتخابي.

هذا من حيث المبدأ، إلا أنّ المفاجآت تبقى قائمة كأن تتمكن لائحة القوّات من الوصول الى الحاصل، أو إحدى لوائح التغيير، ولو أنّ المسألة قد تكون صعبة للغاية ومعقّدة بسبب ضياع المعارضين والتغييريين في ثلاث لوائح ستعني شرذمة الأصوات، كما في أغلب الدوائر، ما يجعل المنافسة في هذه الدائرة محصورة بين لائحتين بشكل أساسي.