لم يستطع "​الثنائي الشيعي​" تجييش الناخبين لغاية الآن، بعكس كل المحطات الانتخابية منذ عام 1992. يلاحظ المراقبون وجود برودة شيعية تجاه ​الانتخابات النيابية​، رغم الحملات الاعلامية وافتتاح رئيس مجلس النواب نبيه بريالمعركة الانتخابيةشخصياً عبر بوّابة دائرة الجنوب الثانية، ورغم ان الثنائي ينشط في تحضير لقاءات انتخابية، من دون جدوى. فما هي الأسباب؟

اولاً، لا تتواجد الحماسة الانتخابية عند كل المكوّنات اللبنانية، وبالتالي فإن البيئة الشيعية هي جزء من تلك المكوّنات.

ثانياً، تغيب القضية السياسية عن عنوان المعركة: لم تقدّم حركة امل جديداً في خطابها السياسي والانتخابي المكرّر منذ عقود. ولم يستطع حزب الله ابتكار عناوين مثيرة لاهتمام الناخبين، بغياب التحديات التي كانت تتحكّم بالمراحل الماضية: مواجهات مع الاسرائيليين او المجموعات الارهابية المتطرفة، والتحديات الامنية الداخلية والاقليمية.

ثالثاً، تعاني البيئة الشيعية غير المنظمّة بحزب الله من تردّي الاوضاع المعيشية(الحزبيون يتقاضون رواتب بالدولار)، وهو امر يترك تداعيات على يوميات الناس.

رابعاً، لم يقتنع الناخبون الشيعة بخطاب واداء قوى المعارضة والمجتمع المدني، مما يفرض البرودة وعدم اتخاذ قرار بالاقتراع.

خامساً، ساهم تكرار اسماء المرشحين عند حركة امل وحزب الله في فقدان الحماسة الشعبية لإنتخاب النواب ذاتهم، خصوصاً ان بعضهم مستمر في موقعه منذ عقود.

سادساً، يتهم الشعب اللبناني، ومن بينهم الشيعة، السلطة السياسية بالمسؤولية عن تدهور الاوضاع الاقتصادية، ومن بينها "الثنائي الشيعي" احد اركان المنظومة السياسية.

كل ذلك، يخفّف من وهج الانتخابات في المناطق الشيعية، بغياب الحماسة، وعدم وجود بدائل متاحة، مما يجعل البرودة هي العنوان.