أكّد رئيس المجلس التّنفيذي في "​حزب الله​" السيّد ​هاشم صفي الدين​، "أنّنا نعرف تمامًا أنّ في البلد أزمات ومصاعب ومصائب ومشاكل كثيرة، وبالتّالي يجب أن نتعاون جميعًا لمعالجتها، فنحن لم ندّعي في يوم من الأيّام أنّنا سنعالج مشاكل البلد لوحدنا، وهذا أيضًا من المفارقات في الخطاب السّياسي لخصومنا في ​لبنان​، حيث أنّنا دائمًا ندعو إلى الشّراكة، فيما هم دائمًا يدعون إلى التّفرقة؛ وهم يعلمون أنّ في لبنان لا يمكن لأيّ حلّ سياسي إلّا بالشّراكة".

ولفت، خلال احتفال تكريمي أقامه "حزب الله" للرّاحل مهدي محمد مغنية في حسينية بلدة عيتيت الجنوبيّة، إلى أنّ "الضّعفاء والعاجزين والفاشلين الّذين يرفعون اليوم شعارًت جديدًا وهو استهداف ​المقاومة​ والنّيل من "حزب الله" من خلال الانتخابات النيابيّة، يعلمون جيّدًا أنّ أيّ نتيجة للانتخابات لن تنفعهم في مواجهة "حزب الله"، والّذي يشغّلهم يعلم جيّدًا أنّ الانتخابات ليست الفرصة المناسبة لمواجهة "حزب الله" أو للانتقام منه أو لإضعافه". وبيّن أنّ "عليه، فإنّ من دفع الأموال لهؤلاء البعض، ويدفع لهم اليوم الأموال ويغيثهم في حالة ضعفهم، يعلم تمامًا أنّ هذه الأساليب والمحاولات فاشلة وبائسة، وبالتّالي هم يضيّعون الوقت ويضحكون على النّاس بالكذب والدّجل والتّلاعب بالألفاظ".

ونبّه صفي الدّين "كلّ اللّبنانيّين الّذين ينصتون إلى الشّعارات الانتخابيّة لأتباع السّفارات الأميركيّة والسّعوديّة وبعض السّفارات الخليجيّة"، من "الخداع المنظَّم إعلاميًّا والمدفوع خارجيًّا، الّذي يهدف إلى التّلاعب بمشاعر النّاس بأمور زائفة لا توصل إلى أيّ نتيجة، لا سيّما وأنّ البعض اليوم يستخدمون كما في كلّ الأيام الماضية، شعارات جديدة من أجل أن يوهموا أتباعهم الّذين يدعونهم لانتخابهم أنّهم حاضرون في السّاحة وفي الجبهة والمواجهة، وأنّهم سيصلون إلى نتيجة مهمّة في مواجهة "حزب الله" والمقاومة".

وردّ على "البعض الّذين يتّهمون "حزب الله" بالتنكّر للعمق العربي للبنان، قائلًا: "أيّ أحد من "حزب الله" لم يقل إنّنا لا نريد الانتماء العربي للبنان، فنحن عرب أقحاح حتمًا أكثر بكثير من هؤلاء البعض الّذين يدّعون اليوم الدّفاع عن العرب والعمق العربي، ولكنّهم يتّهموننا بذلك، حتّى يتمكّنوا من تركيب قصصهم ويحصلوا على الأموال".

وأوضح صفي الدّين أنّ "معنى الانتماء العربي للبنان هو حمل قضايا العرب، وأهمّ قضيّة للعالم العربي الّتي يجب أن يحملها كلّ من يدّعي بالانتماء للعرب و​العروبة​، هي قضية ​فلسطين​ و​القدس​. وعليه، فإنّ الّذين سكتوا وبلعوا ألسنتهم في الأسبوع الماضي، ولم يتحدّثوا بكلمة عن الأعمال الفدائيّة والبطوليّة في فلسطين، ليسوا عربًا ولا ينتمون إلى العروبة بأي معنى من المعاني".

كما ركّز على أنّ "البعض هم مع العرب الّذين يسارعون إلى التّطبيع ويتنكّرون للحقّ الفلسطيني ويدينون العمليّات البطوليّة في فلسطين، فهذه ليست عروبة وليست انتماءً، وكفى ضحكًا على النّاس، فالانتماء للعمق العربي يعني أنّ الأنظمة والشّعوب الّتي تقف إلى جانب قضايا الأمّة العربيّة، هي الّتي يجب أن نقف إلى جانبها وندافع عنها، وهل يحتاج الأمر إلى استدلال اليوم أنّ هؤلاء الأزلام في لبنان الّذين يزايدون علينا بالانتماء العربي، هم يناصرون ويدعمون ويدافعون عمّن فتك بالعرب وفلسطين والقدس، وتآمر عليها وما زال إلى يومنا هذا".

وشدّد صفي الدّين على أنّ "تاريخ معظم الّذين يزايدون علينا اليوم بالانتماء إلى العمق العربي، كان إلى جانب الصهاينة، وكذلك كانت قضاياهم ومشاريعهم، وحينما يكون الوقوف إلى جانب المشاريع الأميركيّة والصّهيونيّة يحتاج إلى كلمة عربي وعروبة، فإنّهم يستخدمون كلمة "عربي"، وحينما يكون الطّعن بأمتنا وشعوبها و​الشعب الفلسطيني​ و​القضية الفلسطينية​ لا يحتاج إلى كلمة عربي، يتنكّرون للعروبة، فهذا هو تاريخهم".

ورأى أنّه "ليس صدفة أبدًا أنّ الّذي يحمل هذا التّاريخ البشع، أصبح اليوم المندوب الأوّل للدّفاع عن قضيّة انتماء لبنان للعمق العربي، لأنّ في نظر هؤلاء، أنّ العمق العربي هو العمق الإسرائيلي والأميركي نفسه، ولذا فإنّ هذه الشعارات الّتي تُرفع اليوم، هي من جملة الأكاذيب والخدع الّتي يُراد تمريرها من أجل مكاسب انتخابيّة". وأشار إلى أنّ "التّجربة علّمتنا أنّه ما دمنا عرفنا وثبتنا وصمدنا واستمرّينا بنفس الوعي والقوّة، فلن تتمكّن أيّ قوة في العالم أن تنال من عظمة وقوة وقدرة هذه المقاومة بإذن الله".