لم يشهد قضاء الكورة ارباكاً انتخابياً عند القوى التقليدية، كما الحال الآن، وسط سؤال: هل تحدّد لعبة الحواصل على مستوى ​دائرة الشمال الثالثة​ نواب الكورة؟

سبق وان نال مرشح حزب القوات فادي كرم 7822 صوتاً، لكنه لم يفز بالانتخابات الماضية، نتيجة توزيع مقاعد القوات على اقضية الدائرة: فادي سعد في البترون، وستريدا جعجع وجوزف اسحق في بشري.

لكن معراب التي تخطط لنيل اربعة مقاعد من اصل عشرة في هذه الدائرة، لا تريد خسارة اي مقعد في بشري، ولكنها تسعى لكسب مقعد الكورة.

على صعيد تيار المردة، يبدو المشهد مشابهاً: قلب بنشعي في بشرّي مع وليم طوق، وعقلها في الكورة مع فادي غصن، انطلاقاً من قاعدة فرنجية: الفوز بمقعدين في زغرتا. وبما أنّ اللعبة الانتخابية لم تُظهر لغاية الان، أنّ المردة يستطيع كسب اربعة مقاعد، إلاّ في حال أعطاه تيار "المستقبل" اصواتاً كان يجيّرها للنائب السابق نقولا غصن، فإن الإرباك يسود في صفوف لائحة "وحدة الشمال": هل نكسب مقعداً في الكورة؟ تزداد الشكوك في شأن الجواب، بسبب الإحباط الذي يعيشه القوميون الاجتماعيون الذين تشتّتوا بين فريقين: وليد العازار المدعوم من الروشة، والنائب سليم سعادة الذي يحظى بموافقة اغلبية قومية، وهو ما يؤكد خسارة الحزب "السوري القومي الاجتماعي" لمقعده في الكورة.

اما لائحة التيار الوطني الحر التي تخوض اصعب المعارك في هذه الدائرة، ستكون الاصوات الكورانية في خدمة الحاصل الذي يثبّت فوز النائب جبران باسيل في البترون.

من جهتها تصر لائحة "شمالنا" على الفوز عن احد مقاعد الكورة، وهو احتمال وارد، خصوصاً ان هناك صعوبة لحجز مقعد لهذه اللائحة في الاقضية الثلاثة الأخرى.

لكن لائحة "شمال المواجهة" تحاول جذب الناخبين من لائحتين: "شمالنا" و "نبض الجمهورية القوية"(القوات)، بإعتبار ان النائب ميشال معوّض والكتائب يسعيان الى فرض نائبين: ميشال معوّض في زغرتا، وامّا اديب عبدالمسيح في الكورة، او مجد حرب في البترون، انطلاقاً من اتفاق وقع مع الاثنين المذكورين بأن يكون الفائز في كتلة الكتائب.

وعليه، امام ارباك المردة والوطني الحر، واحباط القوميين الاجتماعيين، وقلق الكتائبيين وميشال معوض، ومساعي القواتيين، واصرار "شمالنا"، يبقى قضاء الكورة رهن معطيات صناديق شركائه في دائرة الشمال الثالثة: البترون، زغرتا، وبشري.