لفت وزير الثقافة القاضي ​محمد وسام المرتضى​، خلال افتتاحه المتحف الفينيقي في جونية، إلى "أننا نطمئن الأجيال اللبنانيةَ القادمةَ"، إلى أن ميراث حضارة فينيقيا "العريقة التي صنعها أجدادنا الأقدمون، لن يبقى أطلالا على شواطئ مهجورة، بل سيصبح من الآن فصاعدًا نزيل المتحف الفينيقي الذي نحتفل بإنشائه في بلدية جونية".

واعتبر أنّ "ميراثًا كالذي تركته فينيقيا لا تحتويه عصور، فكيف لمتحف أن يحتويه؟ يكفي أن واحدًا من إنجازاتها يسكن الآن على كل لسان بشري، وفي كل قطرة حبر وسطر كتاب. إنه الحرف اختراعهم الأبدع، ولو أنهم لم يقدموا للتراث الإنساني غير هذا الاختراع العظيم، لظلوا بحق وجدارة يتبوأون مركزا مرموقا في تاريخ الفكر البشري".

وشدد المرتضى، على أنّ "الوطن الذي استطاع أن يكون مصهرًا للثقافات ومنشئا للحضارات، يحزن اليوم كثيرًا إذا رأى أبناؤه أو بعض منهم يتغنون بماضيه ويهملون مستقبله، حين يطلقون دعاوات لا تساعد على تحقيق الوحدة بين المواطنين".

وأكّد اهمية التعاضد والوحدة، مشيرًا إلى أنّه "لم يعبر الفينيقيون البحر أشخاصا فرادى، بل تشابكت زنود رجالهم من المدن البحرية كلِّها، وهم يخبطون الموج بالمجاذيف والريح بالأشرعة، في أساطيل على مد النظر.هكذا متحدين، غلبوا بالقوة الصعاب واقتحموا البحر وأنشأوا لهم مرافئ ومدائن في المقلب الآخر منه. وهكذا نحن، بالاتحاد فيما بيننا، وبالقوة التي لنا، نكون جديرين بهذا الوطن وفخورين بتركه لأولادنا سيدا حرا مستقلا".