أفادت مجلة "​فورين بوليسي​" بأنّ استعداد ​الصين​ لاستخدام القوة في مسألة ​تايوان​ "هو قرار سياسي يتشكل من خلال أكثر من مجرد تقييمات للقدرات العسكرية. حتى إذا لم تكن الصين واثقة من قدرتها على تنفيذ غزو برمائي لتايوان بنجاح، فقد تعتقد بكين أن التكاليف الجيوسياسية والداخلية لعدم استخدام القوة، تفوق مخاطر الفشل العسكري".

ولفتت، عن مدير "مشروع الطاقة في الصين" ومسؤول في شؤون الأمن الآسيوي في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية (CSIS)، وضابط استخبارات أميركي سابق لشرق آسيا بين عامي 2015-201 جون كولفر، إلى أنّه "يمكن أن تصدر بكين تعليمات لجيش التحرير الشعبي، بالانخراط في عملية عسكرية كبيرة دون غزو، مثل الاستيلاء على جزر رئيسية في مضيق تايوان، أو تعديل خطط الغزو لزيادة فرصة الصين في النجاح السياسي".

وذكرت المجلة، أنه "حتى الآن، لا يوجد دليل واضح على أن الصراع في أوكرانيا قد غيّر رغبة الصين في استخدام القوة ضد تايوان. تظل بكين مستعدة لاستخدام القوة إذا تجاوزت تايوان الخطوط الحمراء لبكين. ولم تتسبب الأزمة الأوكرانية في قيام الصين بمراجعة أو إضافة خطوط حمراء إضافية. يستمر فارق القوة بين الصين وتايوان في النمو لصالح بكين - وهذا يسمح للقيادة الصينية بالقول إن الوقت لصالح بكين، وأن الصين ليست بحاجة إلى اتخاذ إجراءات فورية ضد تايوان".

وأوضحت أنه "من المحتمل أن يؤدي الصراع إلى بعض عدم اليقين على المدى القريب في تقييمات جيش التحرير الشعبي لقدراته العسكرية. ومع ذلك، على المدى الطويل، يمكن لجيش التحرير الشعبي التعلم من الصراع في أوكرانيا، ويمكنه تعديل خططه العسكرية لتايوان لتكون أكثر فتكًا وأسرع وأكثر تصعيدًا".

وفي هذا السياق، ذكرت وسائل إعلام تايوانية، أنّ "الجيش الأميركي بدأ في إنشاء ساحة تدريب في مقاطعة هسينشو شمال غرب تايوان"، كما أنه "سيتم إرسال جنود من تايوان إلى الولايات المتحدة، لتلقي تدريب على الدبابات العام المقبل"، وأنّ "القوات التايوانية تتلقى دروسًا من الجنود الأميركيين، حول كيفية تشغيل دبابة"، مشيرة إلى "مدربين عسكريين أميركيين وصلوا لتدريب الجنود التايوانيين، على الصيانة والتحصينات وأجهزة المحاكاة".

وتعتبر الصين تايوان جزءا لا يتجزأ من أراضيها، وكثفت خلال العامين الماضيين الضغوط العسكرية والدبلوماسية لتأكيد مطالبها بالسيادة على الجزيرة، مما أثار الغضب في تايبه (عاصمة الجزيرة) والقلق في واشنطن.