على الرغم من حالة التأهب والاستنفار الجزئي للجيش الإسرائيلي شمالي البلاد، تشير التقديرات الإسرائيلية إلى أن إطلاق المقذوف من ​جنوب لبنان​، الليلة الماضية، وما أعقبه من قصف للمدفعية الإسرائيلية على مواقع لبنانية، "لن يؤدي إلى تصعيد على الجبهة الشمالية".

وأجرت قوات من الجيش والشرطة الإسرائيليين عمليات بحث وتفتيش على طول المناطق الحدودية جنوب لبنان، مساء الإثنين، وأطلقوا قنابل إنارة في أجواء المنطقة، وذلك في أعقاب الاشتباه برصد "حركة استثنائية"، بحسب ما ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية.

وذكرت هيئة البث الإسرائيلي "كان 11"، مساء الإثنين، أن الجيش الإسرائيلي كان يتوقع منذ نحو أسبوعين إقدام تنظيمات مرتبطة بحركة "حماس" على إطلاق قذائف من جنوب لبنان باتجاه المناطق الشمالية، ردا على التصعيد الإسرائيلي في مدينة القدس المحتلة والاعتداءات المتواصلة في المسجد الأقصى.

ولفتت إلى أن الجيش الإسرائيلي فرض حظرا جزئيا على خروج مسؤولين في وحدات الرصد والتجميع التابعة لـ"الفرقة 91" والمعروفة أيضًا باسم "فرقة الجليل" في الجيش الإسرائيلي، لقضاء عطلاتهم الخاصة، وذلك في ظل المخاوف لدى الأجهزة الاستخباراتية من واقعة مشابهة للقصفة الأخير من جنوب لبنان.

وذكرت القناة أن التقديرات الإسرائيلية تفيد بأن "فرع ل​حركة حماس​ في لبنان مرتبط بالجناح العسكري للحركة "كتائب عز الدين القسام" هي من أطلق المقذوف باتجاه إسرائيل، وبحسب القناة فإن حماس نجحت بإنشاء بنى تنظيمية وعسكرية ذات قدرات صاروخية تابعة للحركة في جنوب لبنان "لا تحتاج لضوء أخضر من ​حزب الله​".

وأضاف التقرير أن هذه البنى العسكرية تابعة للقيادة العسكرية لحركة حماس المتواجدة في تركيا، وتتلقى التعليمات منها مباشرة، مشيرة إلى أن إسرائيل حاولت استهداف هذه المجموعات عبر محاولة اغتيال قائد هذه المجموعات في عملية فاشلة للموساد نفذت عام 2018.

وأشارت القناة بذلك إلى محاولة الاغتيال الفاشلة التي تعرض لها القيادي في حركة حماس، محمد حمدان، في مدينة صيدا الساحلية جنوبي لبنان في 14 كانون الثاني عام 2018، عبر وضع عبوة ناسفة في سيارته.

وبحسب "كان 11"، فإن وزير الأمن الإسرائيلي، يرى أن حركة حماس "تنتهج سياسة التصعيد" في أعقاب الأحداث الأخيرة في الأقصى، ونقلت القناة عن غانتس قوله، في جلسات مغلقة، إن "إسرائيل ترصد أن حماس تعمل على تشجيع التصعيد في القدس والضفة الغربية ومناطق أخرى، ولكن باستثناء قطاع غزة".

وفي وقت سابق مساء الإثنين، ذكر تقرير إسرائيلي أن إنذارات التحذير من إطلاق صواريخ محتملة لم تعمل إثر إطلاق مقذوف من جنوب لبنان، الليلة الماضية، تجاه موقع إسرائيلي شمالي البلاد، بسبب عطل في أنظمة الإنذار التابعة للجيش الإسرائيلي.

ولفت المراسل العسكري لإذاعة الجيش الإسرائيلي، دورون كادوش، إلى أن الرقابة العسكرية تمنع نشر المزيد من التفاصيل حول هذا الشأن، مشيرا إلى أن الجيش الإسرائيلي شرع بالتحقيق في هذه المسألة، علما بأن الجيش الإسرائيلي كان قد أعلن أن صافرات الإنذار لم تعمل "بموجب سياسة قيادة الجبهة الداخلية".

وبحسب التقرير الذي أورده كادوش فإن الإنذارات التي تبث عبر تطبيق الجبهة الداخلية التابعة للجيش الإسرائيلي، لم تصدر، بسبب "عطل في أنظمة الجيش الإسرائيلي"، مؤكدا أنه "كان من المفترض أن تصدر إنذارات حول إمكانية سقوط قذيفة في منطقة مفتوحة، الأمر الذي لم يحدث".