أشارت صحيفة "الجمهورية" الى انه "في موازاة الفلتان الخطير الذي يسود كل مناطق لبنان، وتَزايد السرقات والجرائم من دون أي رادع يقمع هؤلاء اللصوص ومحمياتهم، يبرز فلتان أكثر خطورة يتبدّى في التسخين المالي ورفع سعر الدولار الى مستويات خيالية. بما يقضي نهائياً على أي قيمة للعملة الوطنية ويرمي اللبنانيين في فقر شامل وحقيقي هذه المرة".

ولفتت الصحيفة الى انه "في هذه الاجواء تطرح تساؤلات برسم السلطتين السياسية والمالية: لماذا تحرّك الدولار الآن، وقد بات يطرق باب الثلاثين الف ليرة؟ مَن أوحى أو أوعَز أو أمر بتحريك السوق السوداء؟ وأي غرف سوداء تسعى إلى احداث فوضى اجتماعيّة ومعيشيّة في هذا التوقيت بالذات، واشعال نار الاسعار".

وبحسب مصادر مسؤولة لـ"الجمهورية" فإنّ ما ما يحصل، سواء على المستوى الامني او على مستوى الدولار، مُنطلق من خلفية السعي لإدخال البلد في نفق شديد الخطورة ليس على مستقبله كنظام فحسب، بل على مستوى بقائه كوطن وكيان".

وسألت المصادر: "أي انتخابات نيابية ستجري في هذه الاجواء؟ وهل هي مصادفة ان نصل في هذه الفترة الى صفر كهرباء؟ وكيف سيؤمّن التيار يوم الانتخابات لمراكز الاقتراع ونقاط الفرز؟.

وأعربت عن بالغ خشيتها من ان "يكون ما حصل في طرابلس من توترات في الايام الاخيرة نذير شؤم على مستوى البلد بشكل عام، تكرّ فيه سبحة التوترات في اكثر من منطقة، وربما يندرج ذلك ضمن سيناريو تعطيلي للانتخابات".

وفي السياق نفسه، سألت "الجمهورية" مرجعا امنيا عن حقيقة الاجواء السائدة، فقال: كل الاجهزة الامنية والعسكرية تضع في اولويتها الحفاظ على أمن اللبنانيين وتعزيز الاستقرار الداخلي، الا انه كما هو واضح ثمة اياد خبيثة تسعى الى دفع البلد الى منزلقات خطيرة. والعيون الامنية ساهرة لمنعها من تحقيق مرادها.

وردا على سؤال عمّا يتردد في اوساط عن أن الاستقرار الامني مهدد، وان بعض الجهات تُحَضّر لنسفه قبل الانتخابات، اكد المرجع وضع البلد بشكل عام في العناية الفائقة، وكل المستويات الامنية والعسكرية على جهوزيتها. الوضع حسّاس ودقيق بلا ادنى شك، لكننا لسنا قلقين من بروز تطوّرات دراماتيكيّة، فلسنا مكتوفي الايدي، نعمل ليلا ونهارا، وعلى جهوزيتنا الكاملة، لعدم السماح بالمَس بأمن لبنان واللبنانيين، اضافة الى تأمين كل العناصر الحمائية للانتخابات النيابية، لتسير بشكل طبيعي وفي جو من الامن والاستقرار".