أشار سفير ​روسيا​ في لبنان، ​ألكسندر روداكوف​، في كلمة عقب مسيرة سيارة تضامناً مع دولة روسيا الاتحادية، انطلقت من دوار الجبلي عند مدخل ​بعلبك​ الجنوبي وصولاً إلى ​بلدية بعلبك​، إلى أن "العلاقات بين شعبي روسيا ولبنان تعود إلى قرون، وتتميز بالطابع المستدام، الثابت والودي. لقد كانت روسيا دائما على استعداد لمد يد العون والمساعدة للبنان الشقيق في أيام الصعوبات، وأما في هذه الأيام فنشعر بالدعم المتبادل الذي يعبر لنا عنه اللبنانيون".

ولفت إلى أنه "تتزايد كل يوم، على خلفية الأحداث الجسيمة والمهولة التي تجري في ​أوكرانيا​، حملات ووقفات التضامن معنا، ويجاهر بذلك الكثير من الناس في جميع أنحاء المعمورة. فالأمر لا يتعلق فقط بأوكرانيا نفسها بقدر ما يتعلق بتشكيل نظام عالمي جديد. ونحن اليوم شهود على المواجهة العالمية الشاملة مع الغرب الشمولي الجماعي بقيادة ​الولايات المتحدة​ في محاولاته ترسيخ هيمنته المطلقة على الساحة العالمية".

وأوضح روداكوف، أنه "في السنوات الأخيرة، تفاقم الوضع في أوكرانيا بشكل حاد نتيجة للرغبة العميقة وغير المحسوبة العواقب للناتو في إنشاء نقطة انطلاق للعدوان على ما يسمى بالدول غير المرغوب فيها، التي تجاور وتحد روسيا. وتتضمن لائحة هكذا دول، كل دولة ذات سيادة ترغب في ممارسة حقها في تنفيذ ​سياسة​ خارجية وداخلية مستقلة".

وأكد أنه "لطالما دعت روسيا إلى تعزيز السلام الدولي، وضمان الأمن والاستقرار العالميين، وإقامة نظام ديمقراطي عادل للعلاقات الدولية يقوم على القانون الدولي وعلى أساس مبادئ المساواة والاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول".

ورأى أن "تصدي روسيا وعدم رغبتها في الخضوع للإملاءات الخارجية يتسبب في رد فعل محموم من الغرب. نحن نواجه سياسة غير مسبوقة لفرض مشاعر الخوف من والعداء لروسيا (الروسوفوبيا)، والعدوان ضد جميع الروس. وكل ما هو روسي، وفي هذا السياق يجري اتخاذ تدابير و​عقوبات​ صارمة وظالمة ضد بلدنا. وتبذل كل المحاولات لعزل روسيا في مختلف الهيئات الدولية، بما في ذلك الأمم المتحدة. كما تم إطلاق حملة واسعة النطاق لتشويه الأسباب الحقيقية والأهداف ومسار العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا".

وذكر أنه "على عكس التصريحات التي تفيد بأن القتال في أوكرانيا يجب أن ينتهي في أقرب وقت ممكن، فإن دول ​الناتو​ تفعل كل شيء لتمديد أمد العملية العسكرية وتأجيج العمليات القتالية. إنهم يزيدون من إمدادات المعدات العسكرية والأسلحة والذخيرة، مما يدفع نظام كييف المناهض للشعب إلى مواصلة العدوان. وتقوم السفارات الأوكرانية في جميع أنحاء العالم، خلافا للقوانين والأعراف والتقاليد الراسخة للعمل الدبلوماسي، بتجنيد المرتزقة، علما ان عددا من البلدان يبدي اعتراضا فعالا على ذلك. ويبقى آخرون مغلوبا على أمرهم وخاضعون للضغوط الاميركية".

وختم روداكوف: "يقع على روسيا مجددا، وكما جرى خلال الحرب العالمية الثانية، دور مقاومة الشر العالمي. وأود أن أؤكد أن روسيا لن تركع، ستبقى صامدة، مرفوعة الرأس، وستصمد وتنتصر، كما كانت على مر التاريخ، وستكون مستعدة لتقديم يد المساعدة للشعوب الشقيقة التي عانت وما زالت من عواقب اللعبة الجيوسياسية الضيقة والعدائية التي يقودها "الغرب، كل الغرب مجتمعا".

بدوره، أوضح رئيس بلدية بعلبك، فؤاد بلوق: "بما أن العلم والدراسة أصبحت في لبنان لمن استطاع البها سبيلاً، فإننا نود أن نشكركم على ما قدمتموه من منح دراسية لطلابنا في لبنان وبعلبك، ونأمل منكم أن تضاعفوا عدد المنح رغم الأحداث التي تمرون بها في الوقت الحالي، آملين أن تعود الحياة الطبيعية لبلدكم العزيز".

وأثنى على "الدور الذي تلعيه روسيا في الشرق الأوسط من أجل إعادة الأمن والأمان والإستقرار والحياة الطبيعية في ​سوريا​ ودول الجوار".

وشدد بلوق، على"ضرورة الوقوف إلى جانب بلدية بعلبك في هذا الوقت العصيب التي يمر به لبنان، لنتمكن من اجتياز هذه الأزمة على المستوى الإقتصادي والأمني، ونحن بانتظار استكمال ما بدأنا به العام الماضي للتوأمة مع مدينة روسيه وقد تقدمنا بطلب إلى السفارة الروسيه لهذا الخصوص، على أمل المبادرة من جنابكم لتوطيد هذه العلاقة وتنشيط السياحة لما فيه الخير للبلدين".