احتفل مكتب ​اليونسكو​ في بيروت باليوم العالمي لحرية ​الصحافة​، بالشراكة مع تبادل الاعلام الاجتماعي (SMEX)، تحت شعار "الصحافة تحت الحصار الرقمي". ويهدف الاحتفال إلى "القاء على سبل تأثير التطورات الأخيرة في الوسائل التكنولوجية للرصد والمراقبة على الصحافة و​حرية التعبير​".

وأشار المسؤول عن البرنامج الوطني للاتصال والمعلومات في مكتب اليونسكو في بيروت، ​جورج عواد​، الى أن "حرية التعبير حق أساسي من حقوق الإنسان تقوم عليه جميع الحريات المدنية. فحرية التعبير هي حجر الزاوية في الديموقراطية. وقد أُسندت إلى اليونسكو مهمة حماية حرية التعبير وتعزيزها، عبر الوسائل كافة: التقليدية منها والحديثة عبر شبكة الإنترنت".

وأضاف أن "الورقة النقاشية التي صدرت اخيرا عن تقرير الاتجاهات العالمية لليونسكو تحت عنوان (تهديدات تلزم الصمت: اتجاهات في سلامة الصحافيين) يلقي الضوء على أن المراقبة والقرصنة تقوضان الصحافة".

وأوضح أن "تطور البرامج الضارة وبرامج التجسس باستمرار، وعدم القدرة على اكتشافها، واستخدام الدولة والجهات الفاعلة غير الحكومية المتزايد لها ضد الصحافيين والمدافعين عن حقوق الإنسان تعرض الصحافة الحرة والمستقلة للخطر. ويمكن المراقبة أن تكشف المعلومات التي جمعها الصحافيون، بما في ذلك تلك التي يجمعونها من المخبرين، وأن تنتهك مبدأ حماية المصدر، وهو مبدأ يشكل شرطا أساسيا عالميا لحرية وسائل الإعلام ومنصوص عليه في قرارات ​الأمم المتحدة​".

ورأى أن "مراقبة تحركات الصحافيين المدعومة بالذكاء الاصطناعي، وتصيد الصحافيين المدعوم باستخراج البيانات والهجمات الآلية، يهددون أيضا الممارسة الحرة للصحافة. انخفاض التكاليف يعني أن عمليات المراقبة غير المشروعة التي تقوم بها جهات حكومية أو خاصة يمكن أن تكون أوسع، وغير متناسبة، وأكثر تغلغلا وطويلة الأمد من أي وقت مضى، من دون أن يكون الصحافيون أو مصادرهم على دراية بها أو قادرين على الدفاع عن أنفسهم".

من جانبه، أكد مدير المحتوى الرقمي في SMEX، عبد قطايا، أنه "مثلما تطورت وسائل إيصال الصوت والصورة والكلمة، تطورت، في المقابل، وسائل منعها".

واعتبر أن "كثيرة هي التحديات في منطقتنا، من قوانين بالية أو فضفاضة: مثل قوانين الجرائم الإلكترونية التي لا ترى إلا في مقالة صحافية أو منشور على فايسبوك جرما إلكترونيا، وصولا إلى قوانين الدفاع ومكافحة الإرهاب وتجريم الأخبار الكاذبة، وهي بطبيعة الحال ليست لحماية المجتمعات بقدر ما هي لحماية النافذين".

وأضاف أن "الصحافيين والصحافيات لم يستسلموا، وها هم يخوضون اليوم معركة أخرى لمقاضاة من تجسس عليهم ومن زم بالأدوات التقنية، سواء في المحاكم أم أمام الرأي العام. وقد أظهر الكثير من الزملاء تضامنا وتآزراً، فضافروا الجهود لمواجهة هذه الأخطار وتشارك أفضل الممارسات التي تضمن السلامة الجسدية والرقمية، من أجل إيصال الكلمة الحرة".