أشار ​المفتي الجعفري​ ​الشيخ أحمد قبلان​، الى أن "البلد يعيش مخاض أسوأ حرب صامتة وسط سياسات أميركية إقليمية تُطبق على لبنان بأنواع مختلفة من أشكال الحصار، وأساليب الخنق، ومحاولات اختراق الداخل بكل إمكانياتها، إلا أن لبنان يبقى لبنان، ومن انتفض في السادس من شباط، ومن أسقط 17 أيار، ومن هزم تل أبيب والمتعددة الجنسيات، هو رابح معركة الخيارات السياسية والوطنية".

ولفت قبلان، خلال خطبة الجمعة في برج البراجنة، إلى أن "الخيار السياسي هو نفس الخيار السيادي والانتخابي، ومن خاض حرب سوريا في وجه أعتى دول العالم سيربح حرب مستقبل لبنان، وما تعتقده ​واشنطن​ أنه طريقة فعالة لاستسلام لبنان، سيكون السبب المباشر لتطهير مفاصل القوة في لبنان من النفوذ الأميركي".

وأكد قبلان أنه "قلنا مراراً تداركوا الناس ومرارة أيامها، التي لا سابق لها، لأن الكارثة المعيشية ستدفع الناس لترتيب أولوياتها السياسية من جديد، ومعها ستكون المعركة معركة إسقاط لكل الطبقة الفاسدة، وليس إسقاط لبنان والعيش المشترك، ومن يروّج لحرب أهلية انتخابية ليس إلا خائن وطن".

وأضاف أن "زمن تهريج البعض للعب دور سمسار متاريس انتهى، وكل أموال العالم ومنها مال النفط عاجز عن التأثير، والمعركة الانتخابية اليوم لإنقاذ القرار السياسي، وكلنا وناسنا سنحمل معاً عناء الحصار والخنق، وقدرتنا على كسر هذا الحصار ستكون هي الحاسمة، وزمن الانتصار السياسي ليس بعيداً، وما يجري في المنطقة والعالم لا يصبّ في صالح العملاق الأمريكي العاجز".

ونصح قبلان "بعض القوى السياسية بعدم الاستثمار بالنعرات الطائفية، فزمن الدويلات في طريقه إلى الزوال، فإننا نريد أن نعيش معاً، ضمن مشروع دولة قوية وعادلة، بلا غالب ومغلوب، وما نعيشه اليوم مخاض دولة قوية، بفريقها السياسي الوطني وعيشها المشترك وعدالتها الاجتماعية وسلمها الأهلي ومشروعها الوطني، وخوض ​الانتخابات النيابية​ ضمن هذا الهدف الكبير".

ولفت سماحته إلى أن "تغيير هوية لبنان عن طريق الاقتصاد والمال هو حلم العاجز، وإياكم وتصفية الودائع فإن هذا سيصفّي بعض الطبقات السياسية والمالية للأبد"، محذراً من "وصفة ​صندوق النقد​ لأنها بمثابة سم سياسي، والحلّ يبقى بانفتاح لبنان شرقاً، لأن لبنان لن يبقى ساحة ضغط وتوظيف واستنزاف".

وأشار إلى أنه "كما تحارب واشنطن روسيا بآخر أوكرانيٍّ، ستحارب بآخر سمسار في هذا البلد وهي لن تحصد إلا الخيبة والفشل، لأن لبنان سيبقى لشعبه وناسه ولن يكون لبنان إلا حراً مستقلاً ممانعاً رغم كلفة الأثمان".