إن الحادثة التي تعرّض لها النائب هادي حبيش في بلدة عكار العتيقة، تلاها ايضاً اعتداء على مرشح لائحة "القوات" زياد رحال، هما محطتان معبّرتان في المقاييس الانتخابية.

هما مؤشران على طبيعة المزاج السني حالياً في ​دائرة الشمال الأولى​(عكّار):

اولاً، غير راضٍ عن لائحة نواب المستقبل السابقين وليد البعريني ومحمد سليمان وهادي حبيش، والتي يتردّد انها مدعومة سراً من امين عام تيار المستقبل احمد الحريري.

ثانياً، لن يتبنى ولن يتجاوب مع اي طلب لانتخاب لائحة "القوات".

وتعتبر عكار العتيقة من البلدات الكبرى في عكار، التي كانت شديدة التأييد لتيار المستقبل و شكّلت خزاناً بشرياً له، ونال فيها حبيش عام 2018 أعلى الاصوات، رغم أنه ليس مرشحاً سنياً.

لكن ردة الفعل هذه لا توضع فقط في سياق الخلاف التاريخي والمتجدد بين فنيدق وعكار العتيقة، بل هي تعبير حقيقي عن ابتعاد الشارع السني عن النماذج التقليدية.

كما ان التعرض للمرشح زياد رياض رحال تعكس ايضاً حقيقة عدم اكتراث الناخب لكون زياد ابن النائب السابق رياض رحال، الذي كان عضوٍ كتلة المستقبل، وهو ايضاً صاحب مستشفى رحال.

توحي تلك الوقائع ان هناك نقمة كبيرة عند الناخب العكاري، خصوصاً أنّ عكار هي اكثر المناطق اللبنانية التي تعاني من الحرمان والإهمال، والتي شهد ابناؤها على تهريب المازوت وتغطيته من قبل مسؤولين في عكار ، بينما لم تعرف الكثير من البيوت الدفء خلال فصل الشتاء الماضي. فهل سينعكس هذا الغضب بالاقتراع العقابي عبر دعم لائحة التغيير في عكار؟