لوحِظ خلال الايام القليلة الماضية انّ بعض منصات التسريب، سواء من بعض "الغرف السوداء" أو على مواقع التواصل الاجتماعي، دأبت على التهويل واشاعة اجواء مقلقة تُنذر باهتزاز مالي كبير في فترة ما بعد الانتخابات مباشرة.

وفيما ابلغت مصادر حكومية "انّ هذه الشائعات ليست مبنية على وقائع جدية، بل هي من باب التهويل الذي يعمد اليه المتضررون من سلوك لبنان طريق الانفراج، والذي تسعى اليه الحكومة"، اكدت مصادر مالية لـ"الجمهورية" انّ "الوضع في أسوأ حالاته ويقترب من ان يصبح ميؤوسا منه، ومشرّع على مخاطر كبيرة. فأي سيناريوهات او شائعات تطلق من هنا وهناك ليست مستغربة او مفاجئة، خصوصاً ان العامل الاساس في توقّع الأسوأ وتشجيع مطلقي الشائعات على المضي في ذلك من دون اي رادع او حسيب هو الضعف الذي تعانيه السلطة، وتراجع هيبتها وانعدام الثقة بقدرتها على توفير العلاجات المطلوبة. وبالتالي، فإنّ بقاء السلطة في وضعها الانحداري الراهن لا يترك امام البلد طريقاً يسلكه سوى السقوط والغرق أكثر فأكثر في وحول الازمة".

جلسة الحكومة

واعتبرت مصادر سياسية عبر "اللواء" ان الحكومة الميقاتية في ايامها المعدودة، الفاصلة عن موعد اجراء الانتخابات النيابية في الخامس عشر من شهر أيار الحالي، ستقتصر مهماتها على تسيير الامور الروتينية العادية للدولة والمواطنين، وليس اتخاذ قرارات مهمة ومميزة، ولا سيما على صعيد الاصلاحات او التعيينات بالمراكز المهمة الشاغرة، او سائر القرارات المتعلقة بشروط الاتفاقية مع صندوق النقد الدولي، بسبب الخلافات القائمة بين اهل السلطة، والتي رحلت الى مابعد الانتخابات، والارجح الى الحكومة الجديدة التي ستتبثق عنها.

وتوقعت المصادر ان تعقد الحكومة الحالية، اكثر من اجتماع قبل موعد الانتخابات، اذا ما تطلب الامر ذلك، لاتخاذ ما يلزم من قرارات او اجراءات ضرورية، ان كان بما يخص اتمام الانتخابات النيابية، أو معالجة أمور ملحّة أو طارئة.

واشارت مصادر الرئيس ميقاتي الى «ان ما يُحكى عن جولة خارجية لرئيس الحكومة غير صحيح من الاساس، بل يندرج في سياق التحليلات والتكهنات، ومحاولات اثارة البلبة لأهداف سياسية محلية بحتة»، ما يعني ان ميقاتي باقٍ في لبنان لمتابعة الاستحقاق الانتخابي بكل مراحله الثلاث في الخارج والداخل ولمتابعة أعمال الوزارات.

ملف النازحين

على صعيد آخر، علمت "الجمهورية" أنّه وفي أوّل نشاط رسميّ له بعد انتهاء عطلة عيدي العمال والفطر السعيد، يترأس رئيس الجمهورية اليوم في القصر الجمهوري في بعبدا اجتماعا موسعا لأعضاء الوفد المشارك في المؤتمر الخاص بالنازحين السوريين الذي سيعقد في بروكسيل ما بين 9 و10 ايار الجاري.

وقالت مصادر مطلعة لـ"الجمهورية" ان الاجتماع سيضع إطاراً للموقف اللبناني الثابت من ملف النازحين انطلاقاً من سلسلة المواقف الثابتة لرئيس الجمهورية من هذا الملف، والذي سبق له ان عبّر عنه امام مجموعة من الوفود الغربية والعربية والشخصيات الاممية والموفدين الذين زاروه في الفترة الاخيرة، والذي يؤكد على ضرورة التنبّه الى المخاطر الناجمة عن عدم قدرته على تحمّل عبء النزوح السوري ومطالبته التي لم تتوقف عن العمل بالسرعة القصوى لإعادتهم الى المناطق الآمنة في سوريا وتوفير المساعدات التي يتقاضونها في لبنان، والتي ستكون جدواها مضاعفة بنسَب كبيرة مما هي في لبنان.

كما علمت "الجمهورية" انّ وفد لبنان الى المؤتمر سيكون برئاسة وزير الشؤون الاجتماعية هيكتور حجار ومعه عدد من المستشارين، وسينضمّ إليه سفير لبنان في بروكسيل المكلف لبنان لدى المنظمات الاممية المعنية.