لو لم يكن رئيس الحكومة الاسبق سعد الحريري اساسياً في المعادلة اللبنانية، رغم تعليق نشاطه السياسي، فما اضطرت الرياض ان تشن عليه هذا الهجوم العنيف، في صحيفة عكاظ السعودية، والذي يؤكد اهمية دور الحريري في الانتخابات النيابية والحياة السياسية اللبنانية.

لجأت المملكة العربية السعودية الى رفع سقف خطابها الاعلامي ضد الحريري، بعدما لمست ان مفتاح النجاح في الانتخابات النيابية عند السنّة في جيب "الشيخ سعد".

عرف السفير السعودي في لبنان وليد البخاري الواقع الانتخابي السنّي، وسط التوجه الى مقاطعة الواسعة تضامناً مع الحريري.

رغم كل الاشارات السعودية تجاه معراب، يتصلّب الناخبون السنّة رفضاً لإختيار لوائح تضم مرشحي حزب القوات، ايضاً لشعورهم ان رئيس القوات سمير جعجع "طعن الحريري سياسياً".

لم تستطع الرياض اقناع السنّة بغير ذلك. ثمة حقيقة واضحة يجب على السعودية ان تعترف بها، وهي ان مسار الانتخابات النيابية عند السنّة رهن موقف الحريري، فإذا استمر صمته ستنخفض نسبة الاقتراع، واذا ادلى بموقفه جذب الناخبين الى قراره.

لا يعني ذلك عدم وجود شخصيات سنّية وازنة ومقتدرة في مناطقها: رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، رئيس حزب الحوار فؤاد مخزومي، النائب فيصل كرامي، النائب عبدالرحيم مراد. لكن هناك حالة وجدانية عند معظم الناخبين السنّة تتعاطف مع الحريري وتعتبر انه مظلوم بكل اتجاه.

توحي مصطلحات صحيفة عكاظ السعودية، ان الرياض ضاقت ذرعاً، ولم تنفع كل المحاولات لإقناع الناخبين السنّة بالاقتراع لمصلحة لوائح القوات، فلجأت السعودية الى الاعلام كي تحرّض ضد الحريري وتحث الناخبين السنّة للمشاركة بالانتخابات. غير ان المطّلعين يعتبرون ان تصرف الرياض سينعكس سلباً، بحيث يذهب الناخبون المتعاطفون مع الحريري، بقرار ذاتي منهم الى الاقتراع لصالح لوائح ضد حزب القوات وحلفائه.