ليس جديداً أن صيت القديس ​شربل مخلوف​ ذاع في كلّ العالم، ففي كلّ زاوية من أصقاع الأرض هناك بصمة تركها "حبيس عنايا" في حياة إنسان، سواء عبر الشفاءات أو عبر النعم التي ينالها وتكفي صرخة واحدة حتى تتحققّ الأعجوبة!.

ولكن ما لا يعرفه كثيرون أن إسم شربل، الذي إختاره ​القديس شربل​ مخلوف، جاء تيمّناً بقديس لدى الطوائف الارثوذكسية إسمه "شربل الرهاوي"، وله القديس "حكاية" مع شربل مخلوف.

يروي كاهن رعية دوما للروم الارثوذكس الأب انطوان سعد تلك القصّة، حيث يقول إنه وأثناء توجّه يوسف مخلوف (مار شربل) إلى ​دير مار مارون عنايا​ ليصبح راهباً، حط رحاله في دير في منطقة بشتودار بضواحي دوما، وهذا الدير كان لطالبي الرهبنة في المرحلة الأولى. ويلفت إلى أنه في أحد الأيام اكتشف القديس شربل أنه يوجد في يديه "الثؤلل" أو "تواليل"، فنصحه المسؤول عن الدير بالتوجه إلى كنيسة تابعة للروم الأرثوذكس، وهي على اسم القديس شربل الرهّاوي، بجانبها نبع مياه ومن يغسل يديه منها يُشفى، وهكذا حصل مع شربل مخلوف الذي شفي.

لم ينسَ شربل مخلوف تلك الأعجوبة، وعندما انتقل إلى دير مار مارون عنّايا كطالب رهبنة، اعطاه رئيس الدير في حينها إسم مارون على اسم القديس مارون، إلا أنّ شربل مخلوف طلب منه أن يحمل اسم شربل على اسم القديس شربل الرهاوي وأخبره قصته مع هذا القديس. هنا يشرح الاب أنطوان سعد أن "شربل مخلوف أخذ اسم "شربل" تيمناً بالقديس شربل الرهاوي الذي تحتفل ​الطائفة الأرثوذكسية​ بعيده في الخامس من أيلول، وهذه القصّة محفوظة في الذاكرة الشعبيّة في دوما".

توفي شربل مخلوف عشيّة عيد الميلاد في 24 كانون الأول 1898 وفي 9 تشرين الاول 1977 أُعلنت قداسته، ومنذ ذاك الحين و"شربل" بحر يفيض بالعجائب حيث لا يردّ الله له طلبًا، آلاف المؤمنين يحضرون إلى بقاعكفرا مسقط رأسه او الى عنايا يركعون ويصلون ويطلبون شفاعته وينالون... وواحدة من العجائب اجترحها الراهب القديس مع مسؤول سجل العجائب في دير مار مارون عنايا الاب لويس مطر، الذي يشير عبر "النشرة" إلى أنه "منذ سنوات وأثناء الاحتفال بالقدّاس وخلال المناولة وقع على الأرض وادخل مستشفى المعونات في جبيل وتوقّف الدم عن السريان في جسمه وعروقه. حاول الأطباء اجراء جراحة وادخال "الميل" من الفخذ باتجاه القلب، الا أنهم وجدوا أن الشريان ممتلئ بتكتّلات تشبه الحصى. ليؤكّد الطبيب المعالج أنه لم يستطع شيئًا، فصلّى الرهبان طالبين شفاعة شربل، فاستجاب على الفور "وقُذفت الحصوة خارجاً واستطاع الطبيب ادخال الميل وشفيت بفضل القديس شربل".

لم يكن القديس شربل مخلوف، في أيّ يوم من الأيام، الا قديساً استثنائياً غير عادي على مذبح الربّ، أحبّ "شربل" الله حتى أصبح اسمه "شربل سكران بالله"، والله منحه نعمة اجتراح العجائب وشفاء البشرية... في 8 أيار يُحتفل بعيد ميلاده، على أمل أن تغمر نعمه جميع اللبنانيين ليتمكنوا من تجاوز الأزمة التي يمرون بها وترزح بلاد الأرز تحت عبئها.